-->

المرشحين الثلاثة النهائية لجائزة أفضل لاعب في العالم

المرشحين الثلاثة النهائية لجائزة أفضل لاعب

الفيفا قالت كلمتها: في عالم كرة القدم الطبيعي هؤلاء هم المرشحون. أما ميسي.. "خلص" فهو خارج المقارنات أخيراً.

هُزّ عرش كُرة القدم بعد الاعلان عن قائمة المرشحين الثلاثة النهائية لجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عن الموسم الفائت 2017- 2018، بعد ان اعتلى كريستيانو رونالدو، لوكا مودريتش (أفضل لاعب في أوروبا) ومحمد صلاح القائمة متفوقين على أسماء كثيرة أهمها انطوان غريزمان (اتلتيكو مدريد – فرنسا بطلة العالم) وليونيل ميسي (هداف اوروبا وبطل الليغا وكأس ملك اسبانيا).

"كيف يتم التغاضي عن إسم ميسي في قائمة الأفضل؟" سؤال ضجت به مواقع التواصل وأروقة المحللين الكرويين عبر حساباتهم الخاصة وعبر شاشات التلفزة.. "هذا ميسي الا يُشاهدون ما نشاهده كل أسبوع؟".. هذه فضيحة، هذه كارثة، هذا عار والخ الخ من التعابير المستنكرة بحق برشلونة.. عفواً ميسي! (أوليس الاثنان كيان واحد؟).

الحقيقة نعم، هي سابقة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ان يتم تأطير الجائزة بالثلاثي كريستيانو، مودريتش صلاح وعدم ذكر ليونيل ميسي وما رآه كُثر او الأغلبية كارثة بحق كرة القدم نفسها فلنعتبرها إنصافاً للرجل الذي بات خارج التقييم.

محمد صلاح أفضل من ليونيل ميسي؟ لوكا مودريتش افضل من ليونيل ميسي؟ أما مقارنة كريستيانو بليو فلن ندخل بمهاتراتها التجارية أبداً وبتنا نعلم جيداً انها اعلامية بحت ولا مجال للمقارنة بين لاعبين مختلفين الى هذا الحد.

الا يُتابع القيمون على الاتحاد الدولي لكرة القدم ما يُقدمه هداف اوروبا للموسم الفائت؟ هداف اوروبا الذي تفوق على صلاح في الأسابيع الأخيرة. صلاح الذي يدخل في قائمة الأفضل على حساب ميسي نفسه. الأمر ليس تهميش لميسي أبداً، وليس ان القيمين على اللعبة لا يفقهون بها، او أنهم فقدوا إحساس المتعة عندما يُشاهدون الأرجنتيني، بل ربما – إنصافاً لهم أو محاولة فهم كيفية برمجة عقولهم – أقرّوا أخيراً ان هذا الرجل خارج إطار المقارنات. في كرة القدم هناك فئتان من طريقة اللعب: ما يُقدّمه كريستيانو، مودريتش ومحمد صلاح.. وما يُقدمه ميسي.

الفئة الاولى المنافسة في زواريبها ممكنة جداً، لا بل شرسة وممكن ان تتعدد أضلعها بين أكثر من 3 -4 او 5 لاعبين، ممكن أن نذكر كيفين دي بروين الى جانب هؤلاء في الموسم الفائت بالاضافة الى روبيرتو فيرمينو، هاري كين على بعض من باولو ديبالا + خلطة من ايدين هازارد على نيمار. هؤلاء أسماء يمكن ان تدخل في منافسات مع بعضها البعض، هؤلاء يقدمون كرة قدم بشرية مفهومة، يُدركها العقل المتعلق بكرة القدم. ممكن ان تُقارن موسم نيمار بكريستيانو او ديبالا بكيفين دي بروين.

الفئة الثانية من ممكن أن تضم سوى ميسي؟ وكيلا نقع في فخ "التطبيل" المتهمين ه دوماً عندما يتعلق الأمر بميسي، علماً انه يتعلق بجمالية كرة القدم، فالأرقام تتحدث عن أفضل مسجّل في أوروبا: 45 هدف، أفضل مسجل في الدوري الاسباني: 34، (علماً ان وظيفته لم تكن مهاجماً الموسم الفائت) – أفضل صانع العاب: 18 تمريرة حاسمة – 80 تمريرة مفتاحية – اكثر من صنع فرص سانحة للتسجيل بواقع 94 تمريرة. من في هذه الفئة يُنافس ميسي؟ (حلو الكلام؟). طب هناك من لا ينظر الى الأرقام ولا تعنيه شيئاً اصلاً وليس معني بكلمة "كثر من أو أفضل من"، هذا الذي ينظر الى الأداء ويريد ان تُخطف أنفاسه في المباريات، مثلاً الانبهار بركلة حرة مباشرة، كيلا نذكر المراوغات ويُقال اننا نضعها حجة للدفاع عن ميسي، فليو ايضاً أكثر من سجل من ركلات جرة مباشرة في اوروبا بواقع 8، وأكثر من أخذ أنفاس خصومه قبل متابعيه.

فلنوقف الهجوم على الفيفا إن كنا من أنصار ميسي، ولنوقف المديح لها في حال كنا من أعدائه ولا نريد الاعتراف بما يُقدمه. الفيفا أنصفت ميسي وإن ارتدت عباءة الانجرار خلف الدعاية والتجارة. الفيفا قالت كلمتها: في عالم كرة القدم الطبيعي هؤلاء هم المرشحون. أما ميسي.. "خلص" فهو خارج المقارنات أخيراً.