-->

رأيي الشخصي حول رواية أنت لي للكاتبه السعوديه منى المرشود

رواية أنت لي, منى المرشود

فيما يتعلق برواية "أنت لي"، لا أعرف كيف وصلت إلى حاسوبي بالضبط مركونة منذ السنة الماضية ، عنوانها كان يثير في الحماسة لالتهامها.. لكن ما أن افتحها حتى أصعق بعدد صفحاتهاا خاصة أنني كنت مرتبط بأشياء أخرى و كتب أكثر أهمية.

المهم قبل 10 أيام بالضبط قررت تحدي نفسي و قرائتها ..
أحداث البداية شدتني كثيرا، تريد أن تعرف ما الذي سيحصل لهذه الفتاة اليتيمة و هل يعقل ان يربيها فعلا طفل صغير؟ و الى أي منحى ستتجه علاقتهما؟.

لكن سرعان ما بدأت أشعر بالملل من سخافة (من وجهة نظري) الأحداث تارة، و تارة أخرى من نوعية السلوكيات التي تتسم بها الشخصيات، و بما أنها شخصيات "خليجية" و في مجتمع خليجي (لم يات الذكر على اسم الدولة )، تجد الشخصيات تتناقش او تتجادل حول "البسي العباءة امام فلان ولا تخرجي مع ابن خالتك بمفردكما .... " يعني أوامر في أوامر.

تصيبك بالحنق و أذكر انني كلما وصلت الى موقف مشابه اقول: هيدا يلي ناقصني أقرا مشاكل العباية لكن سرعان ما اهدأ و اخدر مخي بـ عادي عادي بدأت فأكملت.

بالنسبة لي شخصية رغد هي شخصية مريضة (و بالفعل كانت مريضة في الرواية) و لكن اعتبرها مريضة حتى و ان كانت صحيحة ... تهدر وقتها في اوهام و صراعات لا طائل منها، لا تعرف ما الذي تريده بالضبط في حياتها (من غير وليد)، وحتى نوع تشبتها بوليد يثير الجنون و لا اريد الخوض في هذا الموضوع. مدللة كثيرا وجدا جدا جدا، في بعض الأحيان كنت أشعر بالاشمئزاز من هذا الدلال المايع. و اعذرها حينما اتذكر انها يتيمة و تعاني من مرض نفسي "الخوف من الغرباء".

أما وليد، فهو الرجل الذي لا استطيع تحديد موقفي منه، غاضب ثائر شهم حنون غامض غيور عاشق حد الثمالة ضحى بالكثير من اجل رغد و عائلته.

سامر، هذه الشخصية تماما كالاشخاص الذين يعيشون حياتهم بردود الافعال و يدفنون انفسهم في الماضي و يتوهمون اشياء لن تحصل في واقعهم.

طبعا هناك شخصيات كثيرة .. أروى، دانة، نوار، سيف ... الخ .

من حيث الأسلوب، هو اسلوب بسيط جدا، وصفي، حواري .. لكن هناك الكثير من التكرار، مثلا الكلام التي كانت تقوله رغد في كل مصيبة تحل بهم " انا يتيمة انا مسكينة انا عالة انا ..انا ..." و الله كنت اشعر بمعدتي تؤلمني من كثر هذا الكلام.

الرواية ككل، جمعت عدة مواضيع مختلفة ( الحياة الاسرية، الحرب، الحب، الايثار، التضحية، المرض، السجن، ...) ، و فنظري أهم و اجمل اللقطات هي التي كانت تتحدث عن الحرب، كنت تشعر "بالاكشن" و الخوف من ان يموت احدهم(فعلا ماتوا بعض الشخصيات التي لعبت دور مهم جدا و كان موتهم من اكثر اللقطات حزنا و إيلاما) و الحماسة.

و حتى لا أنسى، الرواية تجعلك ترى كيف تساهم الحرب في تغيير نمط عيش المواطن، من أعلى عليين إلى أسفل السافيلين .. (بالرغم من اننا لا نحتاج روايات لتخبرنا، فنحن نحضر روايات بالثانية كل يوم ونرى مدى فظاعة الحرب ).

ماذا أيضا؟، أعتقد أن هناك الكثير ليقال و يناقش ... على كل أثناء قرائتكم ستعيشون أحداث مثيرة و ستلعب بأعصابكم جيدا. وتقصدت ان لا أحرق الروايه لمين يريد قرائتها.

بالنسبة للذين سيسألوني: هل تنصحنا بقرائتها؟، حسنا، ان كان لديكم وقت، فافعلوا والناس اذواق وهناك اصدقاء لي أعجبتهم جدا وبالنسبه لي لكن هناك روايات قرأتها أجمل منها بكثير.