-->

سوري ينطق الحجر لا حدود للابداع

تسبب المتسابق السوري نزار علي بدر، الموهوب في الرسم بالأحجار في بكاء كل لجنة تحكيم برنامج «ARABS GOT TALENT»، الذي عرض السبت 2 مارس/آذار على شاشة «MBC». من خلال تشكيل الأحجار على أشكال عدة أشخاص يحملون أغراضهم وعائلاتهم ويغادرون. ولم تتمالك لجنة التحكيم المكونة من علي جابر، وأحمد حلمي، ونجوى كرم، نفسها من البكاء، حيث علقت الفنانة “نجوى كرم” وهي عضو لجنة التحكيم على ماقدمه “بدر” بالقول: «ومين يلي قال الحجر مابينطق نحن يلي مامنعرف نسمع»، بينما علق الفنان “أحمد حلمي” قائلاً: «الحجر رح ينطق والبني آدمين ما بتنطقش ..

نزار علي بدر

“بدر” فنان سوري من مدينة “اللاذقية”، يرسم بالحجر لوحات باسم “حجار صافون” (عرش الإله بعل)، حيث يجسد فيها قضايا إنسانية كثيرة بالإضافة لتخصيص جزء منها لتخليد حضارة “أوغاريت” كما يقول في لقاءات إعلامية سابقة، وعلى سطح منزله الكائن في الضاحية الجنوبية بمدينة اللاذقية جمع النحات نزار علي بدر أطنانا من الحجارة الصغيرة والمتوسطة الحجم من جبل صافون أو الأقرع شمال اللاذقية. 

ويوضح بدر أنه يقضي ساعات طويلة يوميا في تشكيل حجارة جبل صافون الذي أصبح لقبا يكنى به ويوقع أعماله باسمه ليرسل في كل عمل فني رسالة انسانية تحكي حكاية وطنه سورية مثبتا أصالة فنانها وعمق جذوره الضاربة في التاريخ فاستطاع على مدى نحو ست سنوات من عمر الحرب على سورية تشكيل أكثر من خمسة وعشرين ألف عمل فني قام بتوثيق الكثير منها بالتصوير الضوئي مشكلا مدرسة فنية جسدت الأزمة فى سورية بمختلف مراحلها.

ويؤكد بدر أنه سخر الفن لخدمة وطنه محاولا تصوير وجع السوريين ولا سيما الفقراء منهم الذين كانوا وقودا لهذه الحرب وعماد الدفاع عن الوطن بوجه مؤامرة استهدفت وجودهم وحضارتهم ويؤكد بدر أن أعماله نتاج أكثر من 25 عاما من العمل المتواصل لم يبع منها شيئا حتى الآن لأنه يريد أن تبقى إرثا فنيا للأجيال الصاعدة مبديا استعداده لتقديمها لجهات عامة لتضعها بمكان يليق بها أو تباع ليخصص ريعها لدعم أسر وذوي الشهداء.

ويأبى الفنان بدر مغادرة سورية على الرغم من العروض التي قدمت له لنقل إقامته وتعميم تجربته في دول أوروبية مختلفة ويفضل أن ينشر تجربته بين تلامذته السوريين وأن يقيم ورشات عمل للأطفال لتعريفهم بأسلوبه الفني خاتما حديثه بالقول.. “أنا سوري حتى النخاع ولا يمكن أن أكون إلا سوريا منتميا لهذا الوطن وعاشقا لترابه”.

الفنان التشكيلي يقوم بتصوير لوحاته بعد الانتهاء منها لتخليدها لاحقاً في معرض خاص، ويعتبر نفسه وريث “أوغاريت” ويحزن كثيراً لكونه لم يولد في زمن تلك الحضارة، يضيف في مقابلة سابقة له مع صحيفة “السفير”: «في داخلي شيء يقول إنَّ لأسلافي الأوغاريتيين أمانة تركوها في جيناتي (هي حجارة صافون) وأنا الآن أقوم بحفظ الأمانة، وإيصالها بصدق وعفوية إلى الأجيال».

“بدر” لا يمانع تعليم من يرغب لفنه في تشكيل الحجار “حجارة صافون” ويؤكد أنه لا يدخل أي ألوان على الحجارة فهو يفضلها على حالها كما ولدتها الطبيعة الأم، ليقدم بذلك نموذجاً فريداً في الفن خارج المدارس التقليدية، ومن يدري لربما بعد عقود من الزمن تصبح تجربته مع “حجارة صافون” مدرسة قائمة بحد ذاتها.