-->

رسالتي الاخيره لكِ حبيبتي في ليلتي الاخيره بدنياك

رجل كئيب

في ليلتي الاخيره بدنياك ِ كان لا بد من ترك رسالة أبعثها لتاريخي وأعتذر فيها لضائع أيامي، أما بعد.

لم أعهد نفسي في مثل حالتي الآن تائه أحاول استبيان علامات طريق من وهم، خائفا أحاول الاختباء داخلي، محاولا الهروب من عالمك، محاولا اجتثاث بقايا نباتاتك العطرية من دمي فبقايا رائحتك تسكن مسامات جلدي، محاولا اقتلاع لساني الذي لا يزال يعشق ذكرك.

أريد سجن عقلي فلا تجد أفكاري سبيلا للتحليق حولك، أحاول إيقاف نبض قلبي الناطق بحبك.

عهدتك حبيبة ومليكة و أسطورة عشق ونبراس ضوء، عهدتك شمسا وقمرا وبستان ريحان وجنة زهر، عهدتك عطرا وشوقا وعشقا وليلا وفجر.

فقط أنا من كان يعهد، فقط أنا من كان يأتي محملا ً بتيجان، ببسمات طفولية عند اللقاء، فقط أنا من كان يحلم، فقط أنا من كان بالحب يؤمن، فقط أنا من رآك ِحقيقة راسخة بدنيا الحقائق، أما أنت. لا زلت ِ موقنة بأني وهم !!!!.

فيا من ترين الحقيقة وهما وترين الوهم حقا يتبع، أخبرك أني لا زلت أحيا لم أمت، أخبرك أن أناشيدي ستعلو بها زقزقات العصافير كل صباح، أخبرك أن ليلي بدونك سيبقى ليلا، أخبرك أن قمري لن يقطع زياراته إلى حجرتي كل مساء، أخبرك أن كل شيء كما كان. شيء ٌ واحد هو كل ما تغير، أني لا أشعر بأي مما سبق !! أني أبصر بلا رؤية وأشعر بلا شعور، أني أحيا كما يجدر بميت، و أتحرك كما يليق بطيف أو شبح !، وللحقيقه أشهد بأني تعلمت منك الكثير، تعلمت بين يديك أن أقبل كل الأقدار، أن أتزين كالبستان حين قدومك، أن أتناثر، أن أتبعثر، تعلمت في حضرتك مولاتي أن ألعب كل الأدوار. أن أكون عاشقا عندما يأتي الليل، أن أكون فارسا ينازل الكون دفاعا عنك كل صباح.

تعلمت منك فنون اللغة، تعلمت كيف اغزل الكلمات فتصبحن ثوبا من قصب، تعلمت كيف أنقش الحروف في وصفك فأصنع تمثالا لفاتنة من ذهب، تعلمت طرق بيوت النجوم أدعوها لحفلنا الساهر بحديقة الأحلام في كل مساء، تعلمت الكثير، لكن بقي لي ما أريد تعلمه، كيف تحيلين صدقي في المشاعر إلى كذب ؟!. كيف تقولين أني وهم وسراب ولا زال جسدي ينزف دما؟!. أخبريني هل للأشباح والخيالات دماء ؟!

وختاما سلام عليك ِ مليكتي، سلام على تلك التي أخذت غبار معاركي و دثرتني كالجثث، سلام َ على نور شمسي البائدة، سلام على من بعينيها ينام القمر، سلام عليك يا آخر نداءات العمر.

اقرأ أيضا: