تعتبر الأنهار من أهم المعالم الموجودة على الأرض. أنها توفر المياه للشرب والري والنقل. كما أنها تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي العالمي.

من التعرجات عبر المناظر الطبيعية الخلابة إلى النحت عبر التضاريس الوعرة، شكلت الأنهار الحضارات والنظم البيئية لآلاف السنين.

أحد الأشياء الأكثر إثارة للاهتمام حول الأنهار هو عمقها. بعض الأنهار ضحلة للغاية، والبعض الآخر عميق بشكل لا يصدق. وهنا، سوف نلقي نظرة على أعمق 10 أنهار في العالم.

10. نهر الميسيسيبي

يعد نهر المسيسبي ثاني أطول نهر في أمريكا الشمالية ورابع أطول نهر في العالم حيث يبلغ طوله حوالي 3,710 أميال (5,970 كيلومترًا)، أما عرضه فيتراوح بين 20 و30 قدمًا.

عمق نهر المسيسبي ، عندما ينضم نهر ميسوري إلى نهر المسيسيبي في سانت لويس، ميسوري، والقاهرة، إلينوي، يبلغ متوسط العمق 30 قدمًا (9 أمتار). أسفل القاهرة، وعندما يلتقي نهر أوهايو، يبلغ متوسط العمق 50-100 قدم (15-30 مترًا). يقع أعمق جزء من النهر في نيو أورليانز، حيث يصل عمقه إلى 200 قدم (61 مترًا).

يعد النهر وسهوله الفيضية موطنًا لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية، يعيش ما لا يقل عن 260 نوعًا من الأسماك، و25% من جميع أنواع الأسماك في أمريكا الشمالية في نهر المسيسبي.

منطقة المسيسبي العليا تستضيف أكثر من 50 نوعًا من الثديات. يعيش ما لا يقل عن 145 نوعًا من البرمائيات والزواحف في المنطقة المحيطة بالجزء العلوي لنهر المسيسبي.

يشغل نهر المسيسبي قطاعًا كبيرًا من الاقتصاد في الغرب الأوسط العلوي، تنقل عبّاراته وقواربه تقريبًا 175 مليون طن من الشحنات كل عام في الجزء العلوي من المسيسبي، من خلال نظام يتكون من 29 سدًا ومضيقًا، كما يعد مصدرًا أساسيًا للترفيه لركاب القوارب والزوارق والصيادين ومراقبي الطيور، ويوفر العديد من الفرص في الهواء الطلق، كما تنطلق العديد من الرحلات النهرية أسفل النهر، مما يمنح الركاب مناظر خلابة للممر المائي.

9. نهر هدسون

مصدر نهر هدسون هو بحيرة هندرسون (نيويورك) في حديقة آديرونداك على ارتفاع 4322 قدم (1317 م). ومع ذلك، تستشهد الثقافة الشعبية والأعراف في كثير من الأحيان ببحيرة تمزق الغيوم الخلابة كمصدر.. هذا في الجزء الشمالي من ولاية نيويورك. يتدفق النهر حوالي 315 ميلاً (507 كم) جنوبًا إلى مدينة نيويورك، حيث يلتقي بالمحيط الأطلسي.

يبلغ عمق بعض أقسام نهر هدسون حوالي 160 قدمًا، ويبلغ عمق الجزء الأعمق من نهر هدسون، المعروف باسم "نهاية العالم" (بين الأكاديمية العسكرية الأمريكية وجزيرة الدستور) 202 قدمًا (62 مترًا).

ويحتل مضيق هدسون، وهو مدخل تشكل خلال الفترة الأخيرة من التجلد الجليدي في أمريكا الشمالية، والذي يقدر بنحو 26000 إلى 13300 سنة مضت. وحتى في أقصى الشمال حتى مدينة طروادة، يتغير اتجاه تدفق النهر مع المد والجزر.

إنه النهر الذي يحتوي على أعمق المياه في الولايات المتحدة. تم تسمية المكان على اسم هنري هدسون، وهو رجل إنجليزي كان بحارًا لشركة الهند الشرقية الهولندية.

8. نهر سانت لورانس

يعد نهر سانت لورانس أحد أطول الأنهار في أمريكا الشمالية. كما أنه المكان الذي تذهب إليه كل المياه من نظام البحيرات الكبرى. تحتوي البحيرات الكبرى على ما يقرب من 20% من إجمالي المياه العذبة في العالم. من بحيرة أونتاريو إلى خليج سانت لورانس، أكبر مصب نهر في العالم.

يمتد النهر لمسافة 744 ميلاً. يتدفق 114 ميلاً فقط من النهر عبر ولاية نيويورك، ويبلغ عمق النهر 250 قدماً في أعمق نقطة له. يتدفق نهر سانت لورانس عبر الأراضي الكندية والأمريكية، مما يجعله ممرًا مائيًا عابرًا للحدود الوطنية. فهو يمنح الناس على جانبي النهر مياهًا نظيفة للشرب، وهو محرك اقتصادي مهم للأماكن التي تعتمد كثيرًا على السياحة. بمعدل التدفق الحالي، يحمل نهر سانت لورانس 347849 قدمًا مكعبًا في الثانية من الماء. منطقة جزر الألف هي الجزء العلوي من نهر سانت لورانس.

7. النهر الأصفر

النهر الأصفر، ويسمى أيضًا نهر هوانغ هي، هو ثاني أطول نهر في الصين بعد نهر اليانغتسى ، وسادس أطول نهر على وجه الأرض بطول يقدر بـ 5,464 كم (3,395 ميل). ينبع من ارتفاع يزيد عن 15000 قدم (4600 متر) في جبال بيان هار ، ويصب في بحر بوهاي.

النهر الأصفر لم يكن أصفر اللون. تغير من صافي إلى موحل في وقت ما بين 367 قبل الميلاد و165 بعد الميلاد. يعتبره العلماء مهدًا للحضارة الصينية. كما تسببت فيضانات النهر في الكثير من الدمار، بما في ذلك الفيضانات المتعددة التي أدت إلى مقتل أكثر من مليون شخص. وسبب ذلك إن قاع النهر في بعض الأحيان أعلى من المناطق الريفية المحيطة. يصل إلى عمق 17 قدمًا في أعمق نقطة له.

6. نهر ميكونغ

يقع نهر ميكونغ في جنوب شرق آسيا ويُعتقد أنه شريان الحياة للمنطقة. وتمنح المكان تنوعاً هائلاً من النباتات والحيوانات، وخاصة الأسماك، التي تعتبر مهمة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية من حوض نهر ميكونغ. كما أنه يمنح المنطقة مناظر طبيعية نهرية جميلة.

كثيرًا ما يقول الناس أن نهر ميكونغ هو أحد أجمل الأنهار والممرات المائية في العالم. يتغير عمق نهر ميكونغ قليلاً من مكان إلى آخر. في بعض أجزاء نهر ميكونغ، توجد برك عميقة يمكن أن يصل عمقها إلى 90 مترًا (حوالي 300 قدم)، ولكن في أجزاء أخرى، يمكن أن تكون المياه ضحلة مثل بضعة أقدام. وهو أحد أطول الأنهار في العالم، حيث يبلغ طوله 2700 ميل (4350 كيلومترًا)، ويصرف حوضه مساحة مذهلة تبلغ 307000 ميل مربع (795125 كيلومترًا مربعًا). كما أنه يمر عبر أراضي ستة بلدان مختلفة.

5. نهر الأمازون

نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية هو أطول نهر في العالم بطول 6,400 كم (4,000 ميل)، رغم أن هذا قد اختلف عليه مع من يزعمون أنه نهر النيل ، ولكن لا يوجد إختلاف أن حوض الأمازون هو أكبر حوض تصريف في العالم، حيث تبلغ مساحته حوالي 7,000,000 كيلومتر مربع. يعتبر نهر الأمازون مسؤولاً عن حوالي 20% من المياه العذبة على الأرض التي تدخل إلى المحيط الأطلسي.

تم حساب عمق الأمازون بين ماناكابورو وأوبيدوس بما يتراوح بين 20 و26 مترًا (66 و85 قدمًا). في ماناكابورو، يبلغ مستوى مياه الأمازون حوالي 24 مترًا (79 قدمًا) فقط فوق متوسط مستوى سطح البحر . أكثر من نصف المياه في نهر الأمازون أسفل ماناكابورو تقع تحت مستوى سطح البحر. في القسم السفلي منه، يبلغ متوسط عمق نهر الأمازون 20 إلى 50 مترًا (66 إلى 164 قدمًا)، وفي بعض الأماكن يصل إلى 100 متر (330 قدمًا).

يعد نهر الأمازون بمثابة شريان حياة حيوي لأكثر من 47 مليون شخص في حوضه ويواجه العديد من التحديات التي تهدد نظامه البيئي والمجتمعات الأصلية التي تعتمد على موارده.

4. نهر زامبيزي

يشتهر نهر زامبيزي لعدة أسباب. أولاً، يعد من أطول أنهار أفريقيا، حيث يمتد لمسافة تزيد عن 2700 كيلومتر من منبعه في زامبيا إلى مصبه في موزمبيق. ثانيًا، فهي موطن لواحدة من أكبر الشلالات في العالم، وهي شلالات فيكتوريا، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وتستقطب السياح من جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، يعد نهر زامبيزي مصدرًا مهمًا للمياه للعديد من البلدان بما في ذلك زامبيا وزيمبابوي وموزمبيق وبوتسوانا، حيث يوفر الري للزراعة والطاقة الكهرومائية للصناعة.

يدعم النهر أيضًا مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، بما في ذلك الفيلة وأفراس النهر والتماسيح والعديد من أنواع الأسماك والطيور. ونتيجة لذلك، يعد نهر زامبيزي عامل جذب سياحي رئيسي، حيث يدعم اقتصاد الدول التي يمر بها ويوفر سبل العيش لملايين الأشخاص.

نهر زامبيزي ليس في الواقع نهرًا يتمتع بعمق ثابت في جميع أنحاءه. ومع ذلك، يبلغ متوسط عمق نهر زامبيزي حوالي 60-80 قدمًا (18-24 مترًا). وفي بعض المناطق، يمكن أن يصل عمق النهر إلى 200 قدم (61 مترًا). بالإضافة إلى ذلك، يبلغ الحد الأقصى لعمق النهر 380 قدمًا (116 مترًا) في أجزاء معينة. يمكن أن يختلف عمق نهر زامبيزي اعتمادًا على الموقع وعوامل أخرى مثل الموسم والظروف الجوية.

3. نهر الدانوب

نهر الدانوب هو ثاني أطول نهر في أوروبا (2850 كم) ، ويتدفق عبر جزء كبير من وسط وجنوب شرق أوروبا، ويمر عبر أو على الحدود مع النمسا وسلوفاكيا والمجر وكرواتيا وصربيا ورومانيا وبلغاريا ومولدوفا وأوكرانيا . من بين المدن العديدة الواقعة على النهر أربع عواصم وطنية : فيينا وبراتيسلافا وبودابست وبلغراد .

يصل عمق نهر الدانوب الأوسط ( البوابات الحديدية ) 90 م (300 قدم)؛ نهر الدانوب السفلي 34 م (112 قدمًا). وبما أنه عميق جدًا، يمكن لحاملات المحيطات الإبحار بسهولة في النهر على الرغم من أنه يمتد لمسافات طويلة. يساهم النقل النهري بملايين الدولارات في الناتج المحلي الإجمالي للدول التي يمر عبرها. يحتوي حوض الدانوب على العديد من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وكان موقعًا لبعض أقدم المستوطنات البشرية في أوروبا.

2. نهر اليانغتسى

نهر اليانغتسي هو ثالث أطول نهر في العالم، يتدفق بطول 6,300 كيلومتر (3,915 ميل)، وهو خامس أكبر نهر رئيسي من حيث حجم التصريف في العالم . ويشكل حوض الصرف فيها خمس مساحة أراضي الصين ، ويعيش فيه ما يقرب من ثلث سكان البلاد.

يصل عمق نهر اليانغتسي في بعض الأماكن إلى 100 إلى 130 قدمًا (30 إلى 40 مترًا) ولكنه يتناقص إلى عدة أقدام فقط بالقرب من البحر عند مصب النهر بسبب وجود الحواجز الرملية. يخضع قسم النهر من المصب إلى 250 ميلاً (400 كم) من المنبع لتأثير المد والجزر.

يعد نهر اليانغتسى موطنًا لأكبر منشأة للطاقة الكهرومائية في العالم وهو مسؤول عن أكثر من أربعين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين.

1. نهر الكونغو

نهر الكونغو، والذي يُطلق عليه أحيانًا نهر زائير، هو أعمق نهر في العالم، يتراوح متوسط عمق النهر بين 32.8 و262.4 قدمًا (10-80 مترًا)، وفي المنطقة السفلى، يبلغ عمق نهر الكونغو 720 قدمًا (220 متر) بين بركة ماليبو، شرق برازافيل، وبيوكا. هذه الأماكن موجودة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

نهر الكونغو هو نهر ينبع من جنوب شرق الكونغو (زائير سابقا)، وهذا النهر يعد ثاني أطول نهر في أفريقيا بعد نهر النيل حيث يبلغ طوله 2920 ميلًا (4700 كيلومترًا)، وأولها من حيث مساحة الحوض، كما أنه يعد ثاني أكثر الأنهار تدفقا وغزارة في العالم بعد نهر الأمازون.

تبلغ كمية الرواسب التي يحملها النهر سنويا حوالي 68 مليون طن، كما تمتد مياهه العذبة داخل المحيط الأطلسي عند نقطة المصب لمسافة 30 كيلومتر.

يمكن القول إن النهر معروف بدوره في التاريخ. يُطلق على النهر والغابات المطيرة المحيطة به اسم "قلب الظلام" من قبل جوزيف كونراد، ويُعتقد منذ فترة طويلة أنها أرض غامضة للأقزام والوحوش الأسطورية والأوبئة المروعة وأكلة لحوم البشر. إنها منطقة اشتهرت بفضل أسفار ستانلي وليفينغستون، وعُرفت بأنها مكان للوحشية والعنف في ماضيها: أيام تجارة العبيد والعاج العربي، وتاريخها الطويل من الحروب القبلية؛ الانتهاكات الاستعمارية؛ وحاضرها المتقلب.

هذه مجرد أمثلة قليلة من أعمق الأنهار في العالم. هذه الأنهار كلها سمات رائعة ومهمة للمناظر الطبيعية للأرض. كما أنها توفر لنا الماء والنقل وموطنًا للعديد من الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات.