-->

قصة الجميلة والوحش لم تكن أسطورة!

الجميلة والوحش

الجمال يحرر الأمير من لعنته الوحشية. عمل فني من كتاب الجنية الأوروبية ، بأختصار هذه قصة الجميلة والوحش. الكثير يعتبرها قصة هي قصة خيالية كتبها الروائي الفرنسي غابرييل سوزان باربو عام 1740، ولكن ماذا تعرف عن قصة الجميله والوحش الحقيقية؟

القصة الحقيقية للجميلة والوحش

بدأت حكاية كاثرين والوحش في عام 1547 عندما أقام الملك الفرنسي هنري الثاني حفلا ضخما بمناسبة اعتلائه العرش، فأحضر المهنئون الهدايا، وكانت الهدايا الغريبة هي الأفضل في ذلك الوقت حيث كان النبلاء يتنافسون في تجميع كل ما هو غريب، مثل الحيوانات الغريبة والفريدة التي لم تُعرف من قبل.

ومن أهم الهدايا التي قُدمت مخلوق غريب مأسور في عربة حديدية ظن الملك أنه "رجل بري أسطوري نادر".

نُسجت الكثير من القصص والحكايا حول رجل البرية المتوحش، واعتقد الناس أنه يخطف الأطفال ليلا، وأنه شيطان منعزل يعيش في الأدغال ويتربص بالناس، وأن غريزته الوحيدة هي القتل !!

اصبح الوحش البري الآن بحوزة الملك الذي فرح به كثيرا، فساقه حاشيته إلى أقبية القصر لفحصه من قبل الأطباء الخائفين والمتربصين من مخاطره على القصر !

وأمر الملك بتحويل الوحش لشخص مُروّض وقام بتغيير اسمه إلى "بدرو".

أصبح بدرو المتوحش في حماية الملك الذي يعتقد أن لديه قوى خارقة ! فكساه كالنبلاء وعلمه تعليما جيدا وأطعمه طعاما آدميا غير اللحم النيئ والأعلاف.

تغيرت حياة بتروس من رجل أدغال مخيف إلى رجل يتصرف كالنبلاء بعد اهتمام الملك به، لكن بعد وفاة الملك في إحدى المبارزات وتولي أرملته كاثرين الحكم تغيرت حياة بتروس.

كانت "كاثرين" الملكة قاسية ودموية، تحكمت في حياة بتروس وأرادت له الزواج حتى ينجب الكثير من الأطفال البريين المتوحشين كي تتباهى بهم بين ملوك أوروبا، فقد كان الغريب من الأشياء في ذلك الوقت رمزا للأغنياء.

قصة زواج الجميلة والوحش

اختارت الملكة كاثرين فتاة جميلة تدعى كاثرين أيضا للزواج من الوحش !! عام 1573. كانت كاثرين ابنة أحد العاملين في البلاط الملكي الفرنسي، لم تكن كاثرين تدري من هو زوجها ولا كيف يبدو شكله وهيئته لأن الزواج كان بأمر ملكي، لذا عندما رأته في يوم الزفاف سقطت مغشيا عليها كان الشعر يغطي جسم بتروس بالكامل، وكان القصر الملكي ينتظر كيف ستكون ليلة كاثرين مع ذلك الوحش المروّض.

لكن كاثرين الخائفة وقعت مع مرور الوقت في حب الوحش، بل اكتشفت أن من تزوجت به مسالم وليس وحشا كما اعتقد سكان القصر.

أحبت كاثرين بتروس وأنجبت منه أربعة أطفال؛ طفلان عاديان والثالث والرابع ولدا مثل أبيهما يغطي الشعر كل جسميهما.

أصبح بتروس وعائلته محط اهتمام أوروبا بأسرها، وصدرت الأوامر الملكية برسم بتروس وطفليه البريين وتجاهل الطفلين الآخرين !!

لكن بتروس لم يستطع العيش بأمان حتى بعد أن تعلم وأصبح يتصرف كالنبلاء، فما زالت أوروبا تعامله كوحش بري غير آدمي، وسُلم كهدية إلى دوق بارما الإيطالي الذي بدوره سلم ابنة بتروس الصغرى هدية إلى إحدى عشيقاته.

مات بتروس عام 1623 إلا أنه لم يُعثر على وثائق رسمية لوفاته. 

ويظن مؤرخون أن بتروس حُرم من امتيازات الوفاة لأنه كان يُعد حيوانا، وتوجد اليوم صور له ولأسرته في المتحف الوطني للفنون في واشنطن في ألبوم بعنوان "الحشرات والحيوانات العاقلة" !!

خاتمة

بعد أكثر من 500 عام على ظهور قصة بتروس الذي عاش حياة غير آدمية وقُدم وعائلته هدايا، اكتشف العلماء أنه لم يكن سوى رجل عادي مصاب بمرض نادر "فرط نمو الشعر" وليس هجينا بين الإنسان والحيوان. ففي ذلك الوقت لم يكن الطب يعرف شيئا عن ذلك المرض !!