أكثر 10 طغاة وحشيين في التاريخ القديم: قصص فظائع وإرث من الرعب
لقد شهد التاريخ القديم أسماء ملوك وحكام قساة جلبوا رعباً لا يمكن تفسيره. لقد حكموا بسلطة لا منازع فيها وأسكتوا جميع التهديدات المحتملة بأكثر الطرق قسوة ووحشية لتحقيق أهدافهم. فيما يلي قائمة بأشهر 10 حكام طغاة في التاريخ.
1. جنكيز خان: حياة وإنجازات
وُلِد جنكيز خان، المعروف باسم تيموجين، في بيئة ثقافية شامانية سائدة بين قبائل المغول. حيث اشتهر بتسامحه مع الأديان الأخرى ومنح الحرية الدينية داخل إمبراطوريته شريطة دفع الضرائب.
جنكيز خان كان محاربًا وحاكمًا مغوليًا أسس أكبر إمبراطورية في التاريخ وهي الإمبراطورية المغولية. بين عامي 1206 و1227، قاد غزوات دموية عبر آسيا وأوروبا، مما أسفر عن مقتل ملايين الأشخاص، وتدمير قبائل بأكملها. يُقدّر عدد الضحايا بين 38 و40 مليونًا، مما جعله واحدًا من القادة الأكثر دموية في التاريخ. كما أدت غزواته إلى تراجع عدد سكان الصين وإيران بشكل كبير.
تُعتبر إصابته بجروح داخلية نتيجة سقوطه عن حصانه أحد أسباب تدهور صحته، وتوفي في 18 أغسطس 1227.
2. هيرودس: ملك الطموحات والظلام
وُلِد هيرودس عام 73 قبل الميلاد وتوفي في 4 قبل الميلاد في أريحا، وكان ملكًا قويًا بسط نفوذه من هضبة الجولان إلى البحر الميت. تمثل فترة حكمه ازدهارًا ثقافيًا واقتصاديًا، حيث كان حليفًا مخلصًا للإمبراطورية الرومانية. اشتهر بمشاريع البناء الفاخرة، بما في ذلك معبد القدس الكبير المعروف بهيكل سليمان، وأعاد بناء مدينة السامرة وتسميتها سبسطية.
لكنه في سنواته الأخيرة، تحول إلى مركز للمؤامرات السياسية والعائلية، حيث يصوره العهد الجديد كطاغية وُلد يسوع الناصري في مملكته. مع تقدمه في العمر، زادت جوانب شخصيته المظلمة، متأثرًا بالخداع وعدم الثقة في العائلة، مما أدى إلى عدم استقراره العقلي. استغلّت أخته سالومي حالته وسممت عقله ضد أفراد أسرته.
في نهاية المطاف، أقدم هيرودس على قتل زوجته مريم وأبنائها، وأمر بمجزرة الأطفال الرضع في بيت لحم، وهو ما يُعرف بمذبحة الأبرياء وفق إنجيل متى. رغم محاولاته الانتحارية، توفي متأثرًا بمشاكل صحية طويلة الأمد.
3. الهون: قوة الرعب وقيادة أتيلا المدمر
برز الهون كقوة عسكرية هائلة في القرون المتدهورة للإمبراطورية الرومانية، حيث كان مقاتلوهم يعرفون بشراستهم ويبثون الرعب في قلوب الناس. يُعتبر أتيلا الهوني (434-453 ميلادي) واحدًا من أعظم القادة، إذ أحدث دمارًا يفوق كل أسلافه مجتمعين.
قاد أتيلا غزوات متعددة، حيث استولى على أراضٍ شاسعة شملت المجر وإسبانيا واليونان وإيطاليا الحديثة. في إيطاليا، دمر مدينة أكويليا بشكل كامل، مما جعلها تسقط على ركبتيها، إذ درب رجاله على قساوة لا مثيل لها تجاه أعدائهم، مما أدى إلى إتلاف المدينة بالكامل.
رغم قوته، هُزم أتيلا في معركة شالون (Catalaunian Plains) في عام 451 ميلادي وتوفي في بداية عام 453 ميلادي، لكنه ترك وراءه إرثًا من الرعب والدمار.
4. إليزابيث باتوري: أسطورة العذراء القاتلة
وُلِدت إليزابيث باتوري في 7 أغسطس 1560 في المجر وتوفيت في 21 أغسطس 1614. تُعتبَر واحدة من أشهر الشخصيات تاريخياً بسبب ادعاءات تعذيبها وقتلها لأكثر من 600 فتاة بمساعدة خدمها. في 30 ديسمبر 1609، تم القبض على باتوري وخدمها، وخضعت محاكمات أثبتت إدانة ثلاثة من خدمها بالإعدام عام 1611.
على الرغم من عدم محاكمتها أبدًا، حُصرت باتوري في غرفتها بقصر "Čachtice" حتى وفاتها. دعمت الوثائق من محاكمات 1611 الاتهامات الموجهة إليها، لكن الدراسات الحديثة تشكك في صحة هذه الادعاءات، مُشيرة إلى أنها قد تكون افتراءات بدوافع سياسية هدفها تمكين أقاربها من الاستيلاء على أراضيها.
5. الإمبراطور نيرون: مجنون روما وملهم المآسي
إذا كنت على دراية بالتاريخ الروماني القديم، فلن تفاجأ بوجود عدد من الأباطرة البارزين في قائمتنا ارتكبوا الكثير من الفظائع البشرية، ومن بينهم نيرون، إمبراطور روما المعروف (15 ديسمبر 37 ق.م - 9 يونيو 68 م). يُعتبر نيرون أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل، حيث يُذكر كحاكم مجنون يتمتع بسلطة مطلقة. أنفق ثروته في الخلاعة والمجون، فيما عُرفت شخصيته برغبتها الجامحة في تعذيب معارضيه. فقد كان لا يتردد في تسويقهم إلى أقصى ألوان العذاب ثم إلقاء أجسادهم للحيوانات لتأكلها.
لم يتوقف نيرون عند ذلك، بل ارتكب فظائع أخرى، من قتل والدته أجريبينا وزوجتيه أوكتافيا وبوبايا سابينا. لكن الجريمة الأكثر شهرة كانت حريق روما العظيم في عام 64 م، حيث اشتهت نفسه أن يعيد بناء المدينة. بدأ الحريق من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، وامتد بسرعة مذهلة لمدة أسبوع، ملتهماً عشرة أحياء من بين أربعة عشر. أسفر هذا الحريق عن مقتل آلاف من سكان روما. وبعد أن خمدت النيران التي اجتاحت المدينة، كانت أولى خطواته هي بناء قصر جديد فاخر لنفسه.
6. تيمورلنك: فاتح الرعب والموت
تيمور (1336-1405) هو الفاتح التركي المغولي الذي أسس الإمبراطورية التيمورية الممتدة في أفغانستان الحديثة وإيران وآسيا الوسطى. تميزت جيوشه بتنوعها العرقي ورهبتها، مما جعلها تؤدي إلى تدمير أجزاء واسعة من آسيا وأفريقيا وأوروبا. تُقدِّر الدراسات أن حملاته العسكرية تسببت في مقتل نحو 17 مليون شخص، أي حوالي 5% من سكان العالم في تلك الفترة، حيث كانت خوارزم الأكثر معاناة، إذ ثارت ضد حكمه عدة مرات.
انطلقت حملته الكبرى، المعروفة بحملة السنوات السبع (1399-1405م)، بهدف معاقبة المماليك وتأديب السلطان العثماني "بايزيد الأول". بدأ تيمورلنك غزواته باكتساح قراباغ، حيث قُتل العديد من السكان. ثم نهب تفليس، عاصمة الكرج، وتوجه إلى سيواس، حيث حفر سرداباً لمقاتليها وألقاهم فيه، مما أسفر عن تدمير المدينة. بعد ذلك، فتح "عينتاب" ووصل إلى حلب، التي سقطت بسبب صراع المماليك على السلطة، مما أسفر عن مقتل عشرين ألف شخص وأسر أكثر من ثلاثمئة ألف.
واصل تيمورلنك مسيرته نحو حماة والسلمية، حيث تعرضتا لنهب وحرق مماثل. وقد أشعل النار في دمشق لمدة ثلاثة أيام، محولاً إياها إلى أطلال. استمر في رحلته، محطماً طرابلس وبعلبك، وعاد إلى حلب ليحرقها مجددًا. اختتم مسيرته بمهاجمة بغداد، حيث دمر أسوارها وأحرق بيوتها، مُوقعًا عشرات الآلاف من القتلى، وطالب جنوده بإحضار رأسين من أهل بغداد، مما أسفر عن مقتل نحو مئة ألف إنسان في ذلك اليوم.
7. فلاد الثالث: أمير الموت والمخاوف
فلاد الثالث (1431-1476)، المعروف بحاكم الأفلاق، كرس حياته للانتقام من مقتل والده وأخيه الأكبر، مجسدًا روح الانتقام بطريقة مرعبة. لم يعرف كبار خصومه الموت السريع، بل عاشوا تحت وطأة الألم البالغ الذي سببه لهم الخازوق. بغض النظر عن الجريمة - سواء كانت قتلًا أو سرقة بسيطة - كانت العقوبة الوحيدة هي الموت بالخازوق، مما جعل منه رمزًا للرعب.
لكن قصصه لا تتوقف عند هذا الحد. في إحدى المرات، انتشر مرض خطير بين سكان مدينة تيرغوفيست، عاصمته آنذاك. قرر فلاد "المخوزق" معالجة المشكلة بطرق غير تقليدية، حيث دعا جميع المرضى والفقراء إلى وليمة كبيرة في قلعته. وعند انتهاء الوليمة، استأذن فلاد بهدوء وأغلق الأبواب، ثم أشعل النيران، محولًا الجميع إلى رماد.
على عكس شخصية دراكولا التي عرفها الجميع، كان فلاد يعتبر أن تناول فتات الخبز المغمس في دماء ضحاياه هو أسلوبه في التعبير عن سيطرته على الموت والقدر.
8. كاليجولا: إمبراطور الجنون والمذابح
كاليجولا، الإمبراطور الروماني (12 م - 41 م)، ترك بصمة لا تُنسى في التاريخ من خلال طغيان لم يسبق له مثيل في فترة حكمه القصيرة التي دامت أربع سنوات. عندما تولى الحكم في عام 37 م، استبشر الرومان بما اعتقدوه نهاية حكم تيبيريوس القاسي، حيث أطلق كاليجولا سراح السجناء الذين كانوا في قيد الظلم. لكن بعد ستة أشهر من توليه العرش، تعرض لمرض شديد غير مجرى حياته.
جاء تغيّر كاليجولا ليعكس تحولًا دراماتيكي: فقد بدأ بإعادة محاكمات الخيانة وفرض قسوة غير مسبوقة على خصومه، مما أظهر نزعاته الاستبدادية. خلا من أحلام القوة، قام بسد خليج نابولي بالقوارب في خطوة غريبة وميتة. وتحت تهديد الخسارة، أعدم المؤيدين السابقين مثل نيفيوس سوتوريوس ماكرو وجيميلوس. كما ادعى الألوهية، وأظهر انحيازًا مفرطًا لأخواته، خاصة دروسيللا.
بينما اعتقد البعض أنه جن جنونه بعد مرضه، إلا أن العديد من الأدلة حول تصرفاته المثيرة للجدل، مثل تعيين حصانه إنسيتاتوس كقنصل، تظل موضع شك. من حاول الاعتراض على جنونه واجه عواقب فظيعة.
في يناير 41 م، بعد عودته إلى روما، اغتيل كاليجولا على يد كاسيوس تشيريا وأعضاء آخرين من الحرس الإمبراطوري، تاركًا خلفه تاريخًا من الرعب الذي انتهى بمجيء عمه كلوديوس كإمبراطور جديد.
9. ماري الأولى: الملكة الدموية
ماري الأولى (1516-1558) كانت أول ملكة تحكم إنجلترا (1553-1558)، وعُرفت بلقب "ماري الدموية" بسبب اضطهادها للبروتستانت في سعيها لاستعادة الكاثوليكية. بعد نيتها الزواج من فيليب الثاني ملك إسبانيا، شنت حملة ضد المتمردين البروتستانت تحت قيادة السير توماس وايت. بعد إخماد التمرد، أُعدم وايت وتم إعدام نحو 300 شخص، وأحرقوا كعقوبة ضد الهرطقة.
أصبحت ماري المكروهة تُتهم بأنها المسؤولة عن هذه الفظائع، حيث تُدلت جثث المعتقلين على المشنقة لمدّة ثلاث سنوات. عانت من حالات الحمل الكاذب، وظلت بلا أطفال، مما زاد من حزنها واكتئابها. لقد تركت ماري إرثًا من الوحشية والقتل الجماعي في تاريخ إنجلترا.
10. إيفان الرهيب: قيصر الطغاة والمذابح
إيفان الرابع (1530-1584)، المعروف بلقب "إيفان الرهيب"، يُجمَع عليه بين كونه مؤسس روسيا المركزية وبين سمعته السيئة كأحد أعتى الطغاة في تاريخ الفظائع. لعب دورًا محوريًا في توسيع إمبراطوريته، حيث خاض حروبًا جعلت من روسيا إمبراطورية مترامية الأطراف. ومن أبرز معاركه كانت حصار قازان عام 1552، حيث ارتكب مجازر جماعية بحق المسلمين في تلك المنطقة، مُظهرًا شغفه القوي بتحويلهم إلى المسيحية عنوة.
تتجلى فظائع إيفان الرهيب في المجزرة التي نفذها ضد أقرب مساعديه عام 1553، والتي جاءت بعد أول خلاف له معهم. ومنذ ذلك الحين، أصبح مشغولًا بالشك والارتياب، حتى أقدم على قتل ابنه عام 1582، مما زاد من قسوته واعتباره طاغيًا في نظر شعبه.
تفاقمت حالة إيفان النفسية بعد وفاة زوجته الأولى عام 1560، حيث عانى من الاكتئاب وزاد جنون العظمة لديه، مُعتقدًا بتآمر النبلاء الأرستقراطيين ضد عائلته. توفي إيفان في 28 مارس 1584 نتيجة جلطة دماغية بينما كان يلعب الشطرنج، مُخلفًا وراءه إرثًا من العنف والرعب.
خاتمة
على مر التاريخ، تجلت الطبيعة البشرية بأبعادها المتناقضة، إذ شهد المجتمع وجوهًا متعددة من الحُكام، بين الخير والشر. من بين هؤلاء الحكام السيئين، يبرز إيفان الرابع، المعروف بلقب "إيفان الرهيب"، الذي بات رمزًا للطغيان. بدلاً من أن نتذكر إنجازاته في توحيد روسيا وتقويتها، فإن الأفعال الدنيئة والوحشية التي ارتكبها للحفاظ على سلطته هي ما تبقى في ذاكرة التاريخ.
المصادر:المنشورات ذات الصلة:
- أغرب تصرفات الملكات عبر التاريخ
- 15 حقيقة مرعبة ومثيرة عن الفراعنة تقرأها لأول مرة
- أشهر 10 محتالين في التاريخ
- أجمل 10 نساء من العصور القديمة