أشهر 10 أساطير في الحضارات القديمة... تعرّف عليها
الأسطورة حكاية مقدسة، يؤمن أهل الثقافة التي أنتجتها بصحة وصدق أحداثها. فهي، والحالة هذه، سجلٌّ لما حدث في الماضي وأدَّى إلى الأوضاع الحالية والشروط الراهنة. وهذا ما يعقد صلة قوية بين الميثولوجيا والتاريخ. فالأسطورة تنظر إلى التاريخ باعتباره تجلياً للمشيئة الإلهية. وفي مقالنا سنستكشف أشهر 10 أساطير من الحضارات القديمة ونتعرف على القصص المثيرة التي تعكس قيم ومعتقدات تلك الثقافات. أرجو قراءتها لما فيها من فائدة ومتعة.
أشهر 10 أساطير في الحضارات القديمة |
1. أسطورة إنكي وننخرساج
في الميثولوجيا السومرية الأقدم لا نجد اهتماماً بمسألة الخلق والتكوين بقدر الاهتمام بمسائل الأصول والتنظيم. فبينما تتم الإشارة بشكل عابر إلى بعض تفاصيل فعاليات الآلهة في صنع العالم فإن الميثولوجيا السومرية تتوقف بشكل مطوَّل عند فعاليات الآلهة في مطالع التاريخ، أسطورة إنكي وننماخ التي تحكي عن قيام إنكي بخلق الإنسان بمعونة الإلهة ننماخ (وهو اسم آخر لننخرساج)، وتخلص من ذلك في النهاية إلى التأصيل للشيخوخة والموت. وفيما يلي ملخص لهذه الأسطورة:
بعد الانتهاء من خلق العالم، جاءت الآلهة إلى إنكي طالبين منه أن يخلق لهم من يحمل عنهم عبء العمل ويقوم على خدمتهم، فيقوم إنكي بخلق الإنسان، تساعده في ذلك أمه نمو، المياه الأولى، وننماخ الأرض–الأم.
تغرف "نمو" قبضة من طين مياه الأعماق، ثم تعجن الطين وتشكِّله تحت إشراف "إنكي" بالتعاون مع "ننماخ". وبعد الانتهاء من صنع نموذج الإنسان الأول تقوم "ننماخ" بإعطائه صورة الآلهة. وعلى حد تعبير النص: "إن علقت عليه صورة الآلهة."
احتفالاً بهذه المناسبة أقام إنكي وليمة عامرة دعا إليها بقية الآلهة. وبعد أن شرب إنكي وننماخ الكثير من الخمر، قامت ننماخ بصنع ستة نماذج بشرية من الطين نفسه، ولكنها تحمل عاهات مختلفة، وتحدَّت إنكي أن يجد لها عملاً مناسباً ومكاناً في المجتمع. ففعل إنكي ذلك على أكمل وجه.
ثم إن إنكي قام من جهته بصنع نموذج لبشري واهن لا يستطيع حتى تحريك ذراعه، واسمه بالسومرية يعني "أيامي موغلة في البعد" (يوحي لنا هذا الاسم بأن إنكي قد خلق الشيخوخة وأرذل العمر). تحدى إنكي ننماخ أن تجد لمخلوقه هذا وظيفة ومكاناً في المجتمع، ففشلت وثار غضبها عليه، فلعنته لعنة عظيمة غاصت به إلى أعماق الأرض. أما بقية النص فغير واضحة للقراءة.
ورغم ذلك فإن رسالته واضحة وتتعلق بتفسير أصل الشيخوخة، مثلما تعلقت رسالة أسطورة إنكي وننخرساج بأصل المرض. فإذا كان الإنسان قادراً على التعامل مع عاهاته وتشوهاته فإنه يبقى عاجزاً عن فعل أي شيء تجاه الشيخوخة التي لم تستطع الإلهة–الأم فعل شيء إزاءها بعد أن أظهرها إنكي إلى الوجود.
2. اسطورة إنكي ينظِّم العالم
ويبدو أن الإله إنكي كان أكثر الآلهة فعالية في أزمان التأصيل. فلدينا أكثر من نص يصف نشاطاته في التأصيل والتأسيس، وأهمها النص المعروف لدى الباحثين بعنوان إنكي ينظِّم العالم. في هذا النص نجد إنكي يطوف أرجاء العالم ويقرر لكل قطر مصائره وينشر فيه التقاليد الحضارية، مظهِراً إلى الوجود كل ما هو نافع ومفيد لحياة الإنسان.
عند الجزء الواضح للقراءة من اللوح الفخاري يصل إنكي إلى بلاد سومر فيعلي من شأنها فوق جميع الأقطار، ثم يقف عند مدينة أور (التي كانت عاصمة سومر خلال فترة تدوين هذا النص) فيقرر لها مصيرها ويجعل منها دُرَّة البلدان؛ ثم يتابع إلى بلاد ملوحا فيباركها، وإلى نهري دجلة والفرات فيملؤهما ماءً نقياً ويخلق فيهما السمك، وعلى الشطآن ينثر القصب ويَكِله إلى الإله إينبيلولو؛ ثم يلتفت إلى البحر فينظِّم شؤونه ويَكِله إلى الإلهة سيرارا، ثم إلى الرياح فيوجهها في مساراتها ويَكِلها إلى الإله إشكور، صاحب القفل الفضي الذي يضبط بواسطته هطول الأمطار؛ ثم إلى شؤون الزراعة وما يتصل بها من أدوات، فيخلق المحراث والنير، ويَكِل إلى الإله إنكمدو القنوات والسواقي.
في المدن يهتم بالعمران فيقيم للآجرِّ إلهاً خاصاً، ويحفر الأساسات ويرفع الجدران، ويعين الإله شداما للإشراف على أعمال البناء؛ ثم يملأ السهول بالعشب والمرعى، وينثر فيها قطعان الماشية، ويعيِّن لشؤونها الإله سوموقان؛ ثم يملأ الحظائر باللبن والزبدة ويعيِّن عليها الإله الراعي دوموزي. وعند هذه النقطة يتشوَّه النص ويغدو غير قابل للقراءة.
غير أن هذا الجزء الواضح من النص يكشف عن هوية أسطورتنا باعتبارها تاريخاً مقدساً متكاملاً للحضارة الإنسانية، ولمنطقة سومر على وجه التحديد. وهذا التاريخ الحضاري لا يقوده الإنسان، بل الفعالية الإلهية التي توجِّه التاريخ.
3. أسطورة أوزيريس
وفي الميثولوجيا المصرية نستطيع متابعة مراحل التاريخ المقدس نفسها، تتمثل السرمدية في الأوقيانوس المائي البدئي نون، الذي يعادل الأمواه الثلاثة المتمازجة في الإينوما إيليش. فوق هذه المياه البدئية كانت تحوِّم روح لا شكل لها ولا هوية؛ ثم تركَّزت في داخل هذه الروح تدريجياً كل أشكال الوجود، وصار اسمها أتوم. والاسم، باللغة المصرية، يعني العدم، ويعني في الوقت نفسه الاكتمال. وفي لحظة معينة انبثق آتوم من هذه الهيولى الأولى وتجلَّى تحت اسم رع ومعه ابتدأ الزمن الكوسموغوني. فقد أنجب رع توأمان هما: الهواء شو والرطوبة تفنوت. وأنجب هذان الزوجان بدورهما السماء نوت والأرض جِبْ. ومن زواج السماء والأرض ولد أوزيريس وإيزيس وسيت.
كان أوزيريس أول ملك في الأرض، وقد كرَّس نفسه، منذ البداية، لتنظيم شؤون العالم، مبتدئاً مهمته بمصر، حيث أبطل العادات الهمجية السائدة، وعلَّم الناس كيفية صناعة الأدوات الزراعية واستخدامها في استنبات القمح والشعير، كما علَّمهم أكل الخبز وشرب النبيذ والجعة وبناء البيوت والموسيقى، وأسَّس للديانة الأولى وعلَّم البشر عبادة الآلهة.
وبعد أن أرسى التقاليد الحضارية في مصر أوكل إلى زوجته إيزيس حكم البلاد وسافر إلى آسيا وبقية أرجاء المعمورة ليعلِّم البشر في كل مكان ما علَّمه للمصريين، مستميلاً إليه الناس باللين والمحبة، ناشراً تعاليمه بواسطة الأغاني والموسيقى. ثم قفل عائداً إلى مصر وحكمها بالعدل والقسط.
عند هذه النقطة ينتهي الطور الأول من حياة أوزيريس ويبدأ الطور الثاني. ذلك أن هذه اليوتوبيا التي صنعها هذا الإله ما كانت لتدوم طويلاً. لقد دخل الشرُّ المسرحَ الكوني ممثلاً بالإله سيت، الأخ التوأم لأوزيريس. كان "سيت" يُكِنُّ لأخيه حسداً وضغينة منذ البداية، ويعمل خفية على تخريب كل ما يبنيه. وفي السنة الثامنة والعشرين من حكم أوزيريس، دبَّر سيت له مكيدة فقتله غيلة ووضع جثمانه في صندوق خشبي ألقاه في النيل الذي حمله إلى البحر.
فتقوم زوجه إيزيس بالبحث عن الصندوق في كل مكان، وتجده أخيراً في مدينة جبيل الكنعانية، فتعود به إلى مصر، حيث تخبئه مؤقتاً في مستنقعات الدلتا. يعرف سيت بعودة الصندوق فيبحث عنه ويجده، ثم يمزِّق جثة أوزيريس إلى أربعة عشرة قطعة يوزِّعها في طول البلاد وعرضها. ولكن إيزيس تهب ثانية للبحث عن أجزاء زوجها، فتجدها وتجمعها بعضها إلى بعض، ثم تنفخ فيها الحياة. يُبعَث أوزيريس من الموت، لكنه لا يفضل البقاء في عالم دبَّ فيه الفساد، ويهبط مختاراً إلى العالم الأسفل ليغدو حاكماً هناك وقاضياً يحاكم الموتى في دنياهم الثانية، بينما يتابع ابنه حورس مقارعة عمه سيت، ويستمر الصراع بين القوتين الكونيتين: قوة النور والخير وقوة الظلام والشر.
4. أسطورة إنكي وإنانا
أسطورة إنكي وإنانا |
في مطلع هذا النص المترجم من قبل الاستاذ فراس سواح، نجد الإلهة إنانا، المعبود الرئيسي لمدينة أوروك في مستهلِّ عصر السلالات الأولى (مطلع الألفية الثالثة ق م)، تستعد للسفر إلى موطن الإله إنكي، ربِّ الأعماق المائية العذبة والمعبود الرئيسي لمدينة إيريدو العريقة التي كانت المركز الرئيسي للثقافة العبيدية السابقة على الثقافة السومرية في وادي الرافدين الجنوبي:
(إنانا وضعت على رأسها الشوجارا – تاج السهول، ومضت إلى حظيرة الأغنام، جاءت إلى الراعي. هناك أسندت ظهرها إلى شجرة التفاح، وعندما أسندت ظهرها برز فرجُها بهجةً للناظرين. فرحت إنانا بفرجها الرائع، وأثنت على نفسها، ثم قالت: "أنا ملكة السماوات، سوف أزور إله الحكمة. سوف أمضي إلى الآبسو، المكان المقدس لإريدو، وأقدم فروض التبجيل لإله الحكمة في إيريدو، وأتلو صلاةً لإنكي عند أعماق الماء العذب." ثم اتَّخذت إنانا طريقها وحيدة.)
هدف هذه الرحلة، كما سوف يتضح بعد قليل، هو رغبة إنانا، إلهة مدينة أوروك، في الحصول على ألواح نواميس الحضارة التي يحتكرها إنكي، إله مدينة إريدو، منذ القدم. وتدعو النصوص السومرية هذه النواميس بالـ"مي" Me؛ ومن امتلكها من الشعوب حاز قصب السبق في ميدان الحضارة وانتقل من البدائية إلى المدنية.
(عندما صارت على مقربة من الآبسو، ذاك الذي اتَّسعتْ أسماعه، ذاك العليم بالـ"مي" – نواميس السماء والأرض، ذاك الذي يطَّلع على أفئدة الآلهة، إنكي، إله الحكمة العليم بكل شيء، نادى خادمه إيسموند: " هلم يا معيني، هلم إليَّ!، إن الفتاة الشابة على وشك دخول الآبسو. عندما تلج إنانا إلى الهيكل المقدس، قدِّمْ إليها كعك الزبدة طعاماً، وصُبَّ لها ماء بارداً ينعش قلبها. قدِّمْ أمامها الجعة عند تمثال السبع، وعامِلْها كندٍّ لنا وَلِد، حيِّها عند المائدة المقدسة، مائدة السماء".)
(صدع إيسموند لما أمِر به، وعندما دخلت إنانا إلى الآبسو، أعطاها كعك الزبدة طعاماً، وصبَّ لها ماءً بارداً لتشرب، وقدَّم أمامها الجعة عند تمثال السبع، عامَلَها بما يليق بها، وحيَّاها عند المائدة المقدسة – مائدة السماء.)
بعد ذلك يأتي إنكي فيستقبل إنانا ويجلس معها إلى المائدة، يعاقران الخمرة معاً. يُكثِر إنكي من الشراب الذي تحثُّه إنانا، على ما يبدو، على اجتراعه. تلعب الخمرة برأسه، فيأخذ بالبوح لإنانا عن نواميس الحضارة، مهدياً إياها واحداً إثر آخر:
(إنكي وإنانا شربا الجعة معاً. شربا مزيداً من الجعة معاً. شربا مزيداُ ومزيداً من الجعة معاً. بالأكواب البرونزية الطافحة بالشراب، بأكواب أوراش أم الأرض، تبادلا الأنخاب وتباريا. ثم قال إنكي رافعاً نخب إنانا: " باسم قدرتي، باسم هيكلي المقدس!، سأعطي ابنتي إنانا ناموس الكهنوت وناموس الألوهية، سأعطيها التاج النبيل الدائم وعرش المُلك". فأجابت إنانا: " أنا أقبل بها".)
ويتابع إنكي شرب الأنخاب... ومع كل نخب يهبها عدداً من النواميس، فتقبلها إنانا. وبعد المجموعات الثماني الأولى من النواميس المتعلقة بالكهنوت والألوهية والمعبد وطقوس خدمة الآلهة وما إليها، ينتقل إنكي إلى إهدائها نواميس الشؤون الدنيوية، كالزراعة والحرف والموسيقى والتعدين والعدالة إلخ. وعندما تستلم إنانا جميع النواميس تقف أمام إنكي وتقرُّ باستلامها النواميس، معدِّدة إياها واحداً واحداً:
(لقد أعطاني الأب إنكي نواميس الحضارة. أعطاني ناموس الكهنوت الأعلى. أعطاني ناموس الألوهية. أعطاني ناموس التاج النبيل الدائم. أعطاني عرش المُلْك. أعطاني الصولجان النبيل. أعطاني العصا. أعطاني قضيب وحبل قياس المسافة. أعطاني الخنجر والسيف.
أعطاني فن الجماع. أعطاني فن تقبيل القضيب. أعطاني فن الدعارة المقدسة. أعطاني أدوات الموسيقى الصادحة. أعطاني فن الغناء. أعطاني فن اللياقة والكياسة. أعطاني بيوت السكن الآمنة. أعطاني حرفة حفر الخشب. أعطاني حرفة صناعة النحاس. أعطاني... إلخ".)
وبعد أن تنتهي من تعداد ما استلمته من نواميس الحضارة تستعد لمغادرة المكان، وإنكي ما يزال تحت تأثير الخمرة:
(تكلَّم إنكي مع خادمه إيسموند: " أي تابعي ومعيني إيسموند! إن المرأة الشابة ستتوجَّه إلى أوروك، وإني أرغب في وصولها سالمة إلى مدينتها".)
جمعت إنانا النواميس المقدسة، وحملتْها جميعاً في زورق السماء، وتم دفع الزورق، فانساب بعيداً عن المرفأ، وعندما زال مفعول الخمرة من رأس شارب الجعة، عندما زال مفعول الخمرة من رأس إنكي، عندما طارت الخمرة من رأس إله الحكمة العظيم، تطلع إنكي في أرجاء الآبسو، وجالت عينا ملك الآبسو في أنحاء إيريدو، جالت عيناه في أنحاء إيريدو، ثم نادى خادمه:
( أي تابعي ومعيني إيسموند! ناموس الكهنوت الأعلى، والألوهية، والتاج النبيل الدائم، أين هي"؟ لقد وهبها مليكي لابنته إنانا. يكرِّر إنكي سؤاله أربع عشرة مرة ليلقى من إيسموند الجواب نفسه. وفي جوابه الأخير يقول إيسموند: "لقد وهبها مليكي لابنته إنانا، لقد وهبها جميع النواميس المقدسة".
التفت إنكي إلى إيسموند قائلاً: " زورق السماء المحمَّل بالنواميس الإلهية، أين هو الآن؟"
- زورق السماء في الميناء الأول على الطريق.
إمضِ إليه، خذ معك تنانين الإينكوم، دعهم يُرجِعون زورق السماء إلى إيريدو.
وصل إيسموند إلى إنانا وقال: " أي سيدتي، لقد أرسلني الأب إليك، وإن كلمة الأب إنكي هي كلمة القانون. كلمات إنكي ينبغي ألا تُعصى".
قالت له إنانا: " ما الذي قاله الأب إنكي، وما الذي زاد في قوله إنكي؟ ما هي كلماته، كلمات القانون التي ينبغي ألا تُعصى؟ أجاب إيسموند: " قال مليكي: "دَعْ إنانا تتابع طريقها إلى أوروك، واستعِدْ زورق السماء والنواميس إلى إيريدو."
صرخت إنانا: " لقد بدَّل الأب كلمته التي أعطانيها، نكث بعهده ولم يفِ بوعده. خدعني عندما قال، خدعني عندما أعلن على الملأ:
"باسم قدرتي، باسم هيكلي المقدس!"، وبخدعة أخرى أرسلكَ إليَّ.
وما إن أنهت إنانا كلامها هذا، حتى انقضَّت تنانين الإينكوم وأمسكت بالزورق.
هنا نادت إنانا خادمتها ننشوبور: " لقد كنتِ فيما مضى ملكة الشرق، والآن أنت القيِّمة المخلصة على هيكل أوروك. فيا معينتي التي تقدِّم النصح الحكيم، ويا مقاتلتي التي تحارب في صفي، تعالي أنقذي زورق السماء والنواميس المقدسة!
ننشوبور شقَّت الهواء بذراعها، وأطلقت صرخة تهز الأرض، قذفت تنانين الإينكوم وأعادتهم إلى إيريدو.
عند ذلك نادى إنكي خادمه إيسموند مرة ثانية: " أي معيني إيسموند! أين زورق السماء الآن؟
- إنه في المرفأ الثاني على الطريق.
إمضِ وخُذْ معك خمسين من عمالقة الأورو، ودعهم يُرجِعون زورق السماء إلى إيريدو.
انقض العمالقة الطائرون وأمسكوا بزورق السماء، لكن ننشوبور أنقذت الزورق من أيديهم.
عند ذاك نادى إنكي خادمه إيسموند مرة ثالثة: " أي معيني إيسموند! أين زورق السماء الآن؟
- لقد دخل لتوِّه محطة دولما.
أسرع، خذ معك خمسين من وحوش اللاباما، دعهم يُرجِعون زورق السماء إلى إيريدو. أمسك وحوش اللاباما بزورق السماء،
لكن ننشوبور أنقذت زورق السماء من أيديهم.
في المرة الرابعة أرسل إنكي الكوكالجال ذوي الصوت الثاقب. في المرة الخامسة أرسل إنكي الإنيولون. ولكن ننشوبور أنقذت الزورق من أيديهم في كل مرة.
عند ذاك نادى إنكي خادمه إيسموند للمرة السادسة: " أي معيني إيسموند! أين زورق السماء الآن؟- إنه على وشك الدخول إلى أوروك.
أسرِعْ، وخُذْ معك حراس قنال الإيتورونجال. دعهم يُرجِعون زورق السماء إلى إيريدو.
أمسك إيسموند وحراس القنال بزورق السماء، ولكن ننشوبور أنقذت الزورق من أيديهم.
عند ذلك قالت ننشوبور لإنانا: " أي مليكتي! عندما يصل الزورق، عندما يدخل أوروك من بوابة نيجولا، دعي الماء يرتفع وينداح في مدينتنا، ولتمخر المراكب البعيدة المدى بخفة قنواتنا.
أجابت إنانا ننشوبور: " في اليوم الذي يصل فيه زورق السماء، في اليوم الذي يدخل فيه بوابة نيجولا، فليرتفع الماء وينداح في شوارعنا، ليرتفع الماء ويسري في الممرات، ليخرج الأطفال فرحين مغنين، ولتحتفل أوروك كلها. ليخرج الكاهن الأعلى ويستقبل الزورق بالأناشيد، وليَتْلُ الكاهن الأعلى الصلوات الكبرى. ليذبح الملك الشياه والثيران قرباناً، وليسكب من كأسه الجعة تقدمة، لتضجَّ أصوات الطبل والطنبور، ولتعزف موسيقى التيغي العذبة. لتعلن البلاد وتُعلي اسمي، وليسبِّح كل شعبي بحمدي. وهكذا كان".
عند ذلك نادى إنكي خادمه إيسموند: أين زورق السماء الآن؟
- إن زورق السماء في الميناء الأبيض.
إمضِ، فإنانا قد صنعت عجائب هناك. الملكة إنانا قد صنعت عجائب في الميناء الأبيض، صنعت عجائب من زورق السماء.
في تلك الأثناء كانت النواميس تُنزَل من الزورق. وعندما انتهى إنزال النواميس التي تلقَّتها إنانا، تم إعلانها على الملأ وتقديمها لشعب سومر.
ونطقت إنانا قائلة: " إن المكان الذي رسا فيه قارب السماء سوف يُدعى بالميناء الأبيض. إن المكان الذي قُدِّمت فيه النواميس،
سوف يُدعى بالميناء اللازوردي".
وهنا نادى إنكي إنانا قائلاً: " باسم قدرتي، باسم هيكلي المقدس! لتبقَ النواميس التي أخذْتِها في هيكل مدينتك، ولينصرفَ الكاهن الأعلى إلى الإنشاد في الحرم المقدس. لتزدهر أحوال أوروك، ويبتهج صغار مدينتك. ليكن شعب أوروك حليفاً لشعب إيريدو، ولتتبوأ أوروك مكانتها العظيمة").
5. أسطورة أنات وبعل وموت
أنات كانت إلهة عذراء/محاربة مرتبطة بالحرب والصيد. لعبت دورًا رئيسيًا في الأساطير الأوغاريتية وكانت أخت أو زوجة إله الخصوبة والعواصف بعل. فهو يجلب الماء إلى الأرض، مما يساعد على نمو المحاصيل.
في أحد الأيام، يتحدى عدو عظيم اسمه موت " إله الموت"، بعل. كان بعل ولأول مرة ممتلئًا رعبًا، فأستسلم بلا مقاومة، ومضغه موت كطبق من لحم ضني شهي، ثم أنزله إلى العالم السفلي. أرض الموتى. مع موته لم يعد بعل قادرًا على جلب المطر إلى الأرض. أخذت الخضار تذبل وتموت وسط مناحة عامة.
عندها أصبح ايل والد بعل ، الذ هو أيضا نموذج الإله العالي بلا حيلة، وعندما يسمع بموت بعل، ينزل عن عرشه المرتفع، ويلبس ثياب خشنة، ويجرح وجهه على طريقة الحداد التقليدية، ومع ذلك لم يتمكن من إنقاذ أبنه.
اصبحت أنات حينها الألهة الفعالة الوحيدة، فتجوب الأرض، ممتلئة بالأسى والغضب، وتبحث بذهول عن خليلها، عن نصفها الآخر.
تخبرنا النصوص السورية التي حفظت هذه الاسطورة، أن أنات تحن إلى بعل كما تحن البقرة إلى عجلها، والنعجة إلى حملها.
أصبحت الألهه الأم حادة الطباع ومفترسة، وخارجة عن السيطرة، عندما تجد أنات بقايا بعل، تقيم مأدبة دفن كبيرة على شرفه، وتقدم عزائها إلى ايل، ثم تتابع بحثها عن "موت" ، وعندما تجده، تشقه بمنجل طقسي إلى نصفين، ثم تنخله في منخل وتحرقه وتطحنه في مطحنة، ثم تذري لحمه فوق الحقول.
ولأن مصادرنا غير كاملة فإننا لا نعلم كيف أستطاعت أن تعيد بعل إلى الحياة، إلا إنه وبسبب أن كلًا من بعل وموت إله، فلا يمكن القضاء بالكامل على أحدهما، ومع عودة البعل تعود الأمطار. وتنتهي الأسطورة بلم شمل جنسي بين بعل وأنات، كرميز للقداسة والكمال.
6. أسطورة نزول إلهة بلاد ما بين النهرين إنانا إلى العالم السفلي
ليس لدى إنانا أي دافع خيري لرحلتها الخطيرة إلى أعماق الأرض. بقدر ما نستطيع أن نقول من مصادرنا، وهي غير كاملة، لها، الهدف هو اغتصاب أختها إريشكيجال، ملكة الجحيم، وهي أيضًا سيدة الجحيم.
قبل أن تتمكن من دخول قصر اللازورد في إريشكيجال، يجب على إنانا المرور من خلال الأبواب السبعة لأسوار مدينة أختها السبعة. في كل مرة، يتحدى حارس البوابة إنانا ويجبرها على خلع قطعة من ملابسها، وعندما دخلت أخيرًا إلى حضرة أختها، جُردت إنانا من جميع دفاعاتها. فشلت محاولتها الانقلابية، وحكم قضاة العالم السفلي السبعة على إنانا بالموت، ويتم عرض جثتها على رأس رمح مروَس.
لكن الآلهة الأخرى أنقذت إنانا وعادت إلى الأرض. برفقة حشد من الشياطين، إنتصارًا ورعبًا. عندما تصل إلى منزلها، تجد أن زوجها، الراعي الشاب الوسيم دموزي، تجرأ وجلس على عرشها. وبغضب شديد، أصدرت إنانا حكم الإعدام عليه.
يهرب دموزي ويطارده الشياطين ويجبرونه على النزول إلى العالم السفلي ليأخذ مكان إنانا، إلا أن صفقة تعقد، حيث يتم تقسيم العام بينهما، دموزي وشقيقته جشتينانا، يقضيان ستة أشهر مع إريشكيجال في العالم السفلي.
مع مغامرة إنانا هذه، تغير العالم إلى الأبد، يؤدي غياب دوموزي، إله الغطاء النباتي الآن، إلى حدوث تغير موسمي. عندما يعود إلى إنانا، تعود الحياة إلى الأرض مع ولادة الحملان وإطلاق النار من الحبوب، وسرعان ما يتبعها الحصاد، عندما ينزل إلى العالم السفلي، الأرض تعاني من الجفاف الطويل في الصيف.
ليس هناك نصر نهائي على الموت. وتنتهي القصيدة السومرية التي تروي الأسطورة بالصرخة: "يا اريشكيجال! عظيم هو مجدكِ!".
كان المشهد الأكثر تأثيرًا في الفصة هو رثاء النساء، وخاصة والدة دوموزي، وهي تنعي ابنها " غريب في مكان غريب، كان ذات يوم على قيد الحياة، وهو الآن ممدد مثل ثور صغير هوى على الأرض".
ملاحظة: لقد أطلق البابليون على إنانا اسم "عشتار"، و"عشتروت". (أو اشيرا) في سوريا؛ في الشرق الأدنى، كان دموزي يُعرف باسم تموز.
7. أسطورة أتراهاسيس عن فيضانات بلاد الرافدين
هي أطول القصائد عن فيضانات بلاد الرافدين، اصبحت الآلهة فيها مثل البشر، مخططي وبنائي مدن، لهذا السبب خلقت الآلهة الأم البشر لتنجز هذه الأعمال الوضيعة، غير أن عدد البشر أصبح كبيرًا، ومزعجًا، مما حدا بـ أنليل " إله الريح" ، الذي ظل يقظًا بسبب صخبهم، أن يقرر إغراق العالم كوسيلة قاسية للتحكم بعدد السكان.
لكن إنكي يريد إنقاذ أتراحاسيس"الرجل الحكيم للغاية" من مدينة شوروباك. حيث كان بينهما صداقة خاصة، لذلك طلب إنكي من أتراحاسيس أن يبني قاربًا، وأعلمه بالتقنية المستخدمة لمنع تسرب المياه إلى القارب، وبسبب هذا التدخل الإلهي، أتراحاسيس، قادر على إنقاذ عائلته وبذور كل الكائنات الحية.
ولكن بعد أن هدأت المياه، شعرت الآلهة بالرعب من الدمار والخراب الذي سببه الفيضان. في أسطورة بلاد ما بين النهرين، أخذ إنكي أتراحاسيس وزوجته إلى دلمون. فكانا البشر الوحيدين الذين يتمتعان بالخلود والعلاقة الحميمة القديمة مع الآلهة.
8.القصيدة البابلية المعروفة بملحمة جلجامش
ملحمة جلجامش - جلجامش - أنكيدو |
ربما جلجامش كان شخصية تاريخية، عاش في حوالي 2600 قبل الميلاد: وهو مدرج في قائمة التراث العالمي، يُسجل أنه الملك الخامس لأوروك في جنوب بلاد ما بين النهرين وأصبح فيما بعد شعبيًا بطل. تروي أقدم الأساطير مغامراته مع خادمه إنكيدو. في النسخة النهائية من قصيدة كتبت في حوالي عام 1300 قبل الميلاد، تستكشف الأسطورة حدود ومعنى الثقافة الإنسانية.
في بداية القصيدة نرى جلجامش كرجل ضل طريقه. هناك عاصفة في قلبه، وبدأ في ترويع شعبه، يتوسل الآلهة للإصلاح. لكن، بشكل ملحوظ، لم تعد الآلهة راغبة في ذلك التدخل مباشرة في شؤون الإنسان، وتصرفت من خلال وسيط بدلا من ذلك. أعطوا جلجامش شيئًا جديًا ليتعامل معه، فخلقوا إنكيدو، وحشًا بريًا، الرجل البدائي الذي يدير فسادا في الريف. وجسده مغطى بجلد أشعث، إنكيدو، ذو الشعر البري، عاريًا، يأكل العشب، ويشرب مياه البرك، هو "الإنسان كما كان في البداية"، وهو يشعر بالارتياح مع الحيوانات أكثر من البشر.
لترويض إنكيدو، يرسل جلجامش العاهرة شمهات لتعلمه طرقًا حضارية. بعد ست ليالٍ مع شمهات، أصبح إنكيدو متحضرا، واكتسب الحكمة والتهذيب اللذين سيمكنانه من أن يستمتع بأسلوب الحياة المتطور في أوروك.
يصبح جلجامش وإنكيدو صديقين، وينطلقان في مغامراتهما. في أثناء تجوالهم، التقوا بعشتار. في الأساطير القديمة، كان الزواج يمثل التنوير الأسمى وذروة مسعى البطل، لكن جلجامش يرفض عشتار. جلجامش لا يرى الحضارة كمشروع إلهي.
تنتقم عشتار، بأن يمرض إنكيدو ويموت. ويذهل جلجامش من الصدمة. وينزعج لإدراكه أنه هو سيموت أيضًا، ويتذكر أن الشخص الناجي من الطوفان - إسمه في القصيدة أوتنابيشتيم - قد مُنح الحياة الأبدية، فينطلق لزيارته في دلمون. لكن البشر المتحضرين لا يستطيعون العودة إلى الروحانية البدائية، وهذا البحث عن عالم الآلهة يمثل تراجعا حضاريًا، عندها جلجامش يتجول في السهوب، غير حليق، أشعث الشعر، لا يرتدي إلا ثوب جلد أسد مثل الشامان، يتتبع مسار الشمس عبر الأراضي غير المأهولة، حاملًا رؤية للعالم السفلي، وساعيًا إلى “المعرفة السرية للآلهة”.
وعندما وصل أخيرًا إلى دلمون، أوضح أوتنابيشتيم أن الآلهة لن تنقض قوانين الطبيعة أو تعطلها لصالح أناس مختارين لديها. يتحدث أوتنابيشتيم في تجاربه الخاصة، الصعوبات العملية في إطلاق قاربه، ورد فعله البشري تجاه الأمر.
بدلاً من الحصول على معلومات مميزة من الآلهة، يتلقى جلجامش درسًا مؤلمًا عن محدودية الإنسانية. يعود إلى الحضارة: يستحم،
يرمي جلد الأسد ويلبس شعره ويرتدي ملابس نظيفة. من الآن فصاعدا، سوف يركز على بناء أسوار أوروك، وزراعة الفنون الحضارية. هو شخصيا سوف يموت، ولكن هذه الآثار ستكون خلوده، وخاصة اختراع الكتابة الذي سيسجل إنجازاته للأجيال القادمة.
9. أسطورة هرقل: رحلة البطل اليوناني
هرقل هو بطل قوي وشجاع في الأساطير اليونانية. كان ابن زيوس، ملك الآلهة، وامرأة بشرية تدعى ألكمينا. هذا يعني أن هرقل كان نصف إله ونصف إنسان.
منذ ولادته، كان هرقل قويًا جدًا. حتى عندما كان طفلًا، قتل ثعبانين أرسلتهما هيرا، زوجة زيوس، لقتله. هيرا كانت تغار من هرقل لأنها لم تكن أمه.
عندما كبر هرقل، قام باثني عشر مهمة صعبة تُعرف باسم الأعمال الاثني عشر لهرقل. هذه المهام كانت عقابًا له لأنه قتل عائلته في لحظة جنون أرسلتها هيرا.
أول مهمة كانت قتل أسد نيمي. كان هذا الأسد قويًا جدًا وجلدُه لا يمكن اختراقه. هرقل خنق الأسد بيديه العاريتين واستخدم جلده كدرع، والمهمة الثانية كانت قتل هيدرا، وهي وحش له تسعة رؤوس. كلما قطع هرقل رأسًا، نبت مكانه رأسين جديدين. بمساعدة ابن عمه، استطاع هرقل حرق الجروح لمنع نمو رؤوس جديدة.
المهام الأخرى تضمنت القبض على الغزال الذهبي، وأسر الخنزير البري، وتنظيف إسطبلات أوجياس في يوم واحد، وقتل الطيور الجارحة، وأسر الثور الكريتي، وسرقة خيول ديوميديس، والحصول على حزام هيبوليتا، وجلب ماشية جيريون، وسرقة تفاح الهيسبيريديس، وأخيرًا، القبض على كلب الجحيم سيربيروس.
كل مهمة كانت تتطلب شجاعة وقوة وذكاء. هرقل نجح في كل المهام وأصبح بطلًا عظيمًا. في النهاية، هرقل أصبح إلهًا وصعد إلى جبل الأوليمبوس ليعيش مع الآلهة.
10.أسطورة رومولوس وريموس: تأسيس مدينة روما
هذه القصة مهمة لأنها تشرح كيف تأسست مدينة روما. في البداية، كان هناك ملك يدعى نوميتور. كان نوميتور ملك مدينة ألبا لونغا. لكن أخاه أموليوس أخذ العرش منه. أموليوس كان شريرًا، وأراد أن يتأكد أن لا أحد من عائلة نوميتور سيأخذ العرش منه.
نوميتور كان لديه ابنة اسمها ريا سيلفيا. أموليوس أجبر ريا أن تصبح كاهنة حتى لا تتزوج ولا تنجب أطفالًا، لكن، الإله مارس، إله الحرب، أحب ريا. وأنجبت ريا توأمين، وهما رومولوس وريموس.
عندما علم أموليوس بالأمر، أمر بإلقاء التوأمين في نهر التيبر، لكن، التوأمين لم يغرقا. بدلاً من ذلك، حملهما النهر إلى شجرة تين. هناك، وجدتهما ذئبة وأرضعتهما. ثم، وجد راعٍ يدعى فاوستولوس التوأمين وأخذهما إلى منزله ورباهما كأبنائه.
عندما كبر رومولوس وريموس، علما بحقيقتهما وقررا استعادة عرش جدهما نوميتور. نجحا في ذلك، وأعادا نوميتور إلى العرش. بعد ذلك، قررا بناء مدينة جديدة، لكن، اختلفا على مكان بناء المدينة.
رومولوس أراد بناء المدينة على تل بالاتين، بينما ريموس أراد بناءها على تل أفنتين. تشاجرا، وفي النهاية قتل رومولوس أخاه ريموس. ثم، أسس رومولوس مدينة روما وأصبح أول ملك لها.
خاتمة:
الأسطورة والطقوس المصاحبة لها كانت بمثابة تذكير بأن الأمور في كثير من الأحيان يجب أن تسوء قبل أن تتحسن، وأن البقاء والإبداع يتطلبان كفاحًا مخلصًا، وكما لاحظنا من خلال سرد الأساطير العشرة السابقة في الحضارات القديمة إن التاريخ الأسطوري لا يحفل بغير الأحداث الناجمة عن تداخل عالم الآلهة بعالم البشر، وهو يُغفِل الأحداث الدنيوية العادية، ولا يرى فيها ما يستحق العناية بجمعها وحفظها وتذكُّرها. فإذا ما قُيِّض لحادثة ما، أو شخصية ما، أن تخلَّد في الذاكرة فإن ذلك لن يتأتى إلا عن طريق أسْطَرَتها ورفعها من مستوى الواقع إلى مستوى الحدث الميثولوجي.