-->

كيف تكون صلاة الاستخارة ؟وماهو الدعاء الذي يقال فيها ؟

صلاة الاستخارة

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

صلاة الاستخاره

صلاة الاستخارة هي صلاة ركعتين تُصلى بعد صلاة العشاء أو الفجر أو في أي وقت من النهار أو الليل، وهي تُؤدى من قبل من يحتاج إلى إرشاد الله في أمرٍ يصعب عليه اتخاذ القرار فيه.

نصائح هامة لصلاة الاستخارة:

  • يُستحبُ أن يختار المصلي وقتًا هادئًا للصلاة، وأن يركز في دعائه.
  • يفضل أن يعيد الدعاء 3 مرات.
  • لا ينبغي أن يحدد المصلي اختياره مباشرة بعد صلاة الاستخارة، بل ينبغي أن ينتظر ليلاً، ويُرى في المنام ما يشير له بالخير.
  • بعد أن يرى المصلي المنام، عليه أن يُفسرّه بالرجوع إلى عالم دين متمكن.

خطوات صلاة الاستخارة:

  1. النية: ينوي المصلي صلاة الاستخارة ويقول في قلبه: "أستخير الله ربّي في أمر فلان".
  2. الصلاة: يُصلي المصلي ركعتين، ثم بعد السلام يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم 3 مرات.
  3. دعاء صلاة الاستخارة: "اللَّهُمَّ إنِّي أستخيرُكَ بِعِلمِكَ، وأستقدرُكَ بِقُدرَتِكَ، وأسأَلُكَ من فضلِكَ، فإنّكَ تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنتَ عالِمُ الغيوب. اللهم إن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فعسِّرْهُ لي، وبارِكْ لي فيه. وإن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فصرفه عني، واصرفني عنه، وارزُقني الخير حيثُ كان، وارضَني به."

ويمضي المسلم في حاجته فإن كانت خيراً له فسييسرها الله تعالى له، وإن كانت غير ذلك فسيصرفها الله تعالى عنه ويصرفه عنها.

شرح حديث دعاء الاستخارة

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث:

الاستخارة: اسم، واستخار الله طلب منه الخِيَرة , والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما.

اللهم إني أستخيرك بعلمك: الباء للتعليل أي لأنك أعلم , وكذا هي في قوله " بقدرتك " ويحتمل أن تكون للاستعانة.

وأستقدرك: معناه أطلب منك أن تجعل لي قدرة على المطلوب , ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدِّره لي , والمراد بالتقدير التيسير.

وأسالك من فضلك: إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه , وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .

فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم: إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده , وليس للعبد من ذلك إلا ما قدّر الله له .

اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر:  في رواية،" ثم يسميه بعينه "، وظاهر سياقه أن ينطق به , ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء .

فا قدره لي: أي نَجِّزه لي " , وقيل معناه يسره لي.

فاصرفه عني واصرفني عنه: أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به.

ورَضِّني: أي اجعلني بذلك راضيا فلا أندم على طلبه ولا على وقوعه لأني لا أعلم عاقبته وإن كنت حال طلبه راضيا به ..والله أعلم.

هل هناك آيات معينة تقرأ في صلاة الاستخارة؟

لم يرد في السنة قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في صلاة الاستخارة ، فيقرأ المسلم ما تيسر له من القرآن .

وتقول دار الإفتاء المصرية، إنه للمصلي أن يقرأ ما يشاء من القرآن الكريم في صلاة الاستخارة، وإن كان يستحب له أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، وفي الثانية: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، وناسب الإتيان بهما في صلاة يراد منها إخلاص الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز لله عز وجل.

وأشارت إلى أن بعض العلماء استحسن أن يزيد في صلاة الاستخارة على القراءة بعد الفاتحة قولَه تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ۝ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ [القصص: 68-69] في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية قولَه تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].

ونقلت عن العلامة الطحطاوي في "حاشيته على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" قوله: "فليركع ركعتين" يقرأ في الأولى بـ"الكافرون"، وفي الثانية بـ"الإخلاص"، وقال بعضهم: يقرأ في الأولى بقوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ إلى ﴿يُعْلِنُونَ﴾، وفي الثانية بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ﴾ إلى قوله: ﴿مُبِينًا﴾".

والله أعلم

هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من ورقة؟

حيث إنه دعاء مختصر، فإن الأصل حفظه واستظهاره، حتى يقرأه بعد أن يرفع يديه، فإن شق حفظه كما يحصل لبعض العامة ولغير العرب، جاز أن يقرأه من ورقة أو كتاب؛ ليحصل الدعاء به بلفظه.

وإذا لم يفهم معناه باللغة العربية، جاز أن يترجم له بلغته التي يفهمها، وله أن يدعو به مترجما إذا سهل عليه حفظه بلغته وشق عليه حفظه بالعربية، بحيث لا يقرؤه إلا مكتوبا، أو لا يعرف الحروف العربية، فإن الله تعالى لا تشتبه عليه اللغات.