-->

دواين جونسون يتصدر غلاف مجلة رجال العام لعام 2024

دواين جونسون على غلاف مجلة رجال العام لعام 2024

لا يتعلق الأمر بدواين جونسون فقط بطول قامته أو خلفيته العرقية أو نجاحه في هوليوود، حيث يعتبر من أعلى النجوم أجراً. بل إن مزيج هذه الصفات الفريدة يجعله بارزاً جداً، مما يدفعه بشكل أساسي إلى السعي للعيش بعيداً عن الأضواء والاحتفاظ بخاصيته الفردية.، بالمعنى الأكثر بساطة، لكي يكون وحيدا.

طفولة دواين جونسون: أصداء الفن والانعزال وصراع الهوية

دواين جونسون ينتمي لعائلة فنية، حيث تأثرت والدته، التي يعتبرها مصدر لطفه واهتمامه بالآخرين، بسلالة مصارعة ساموية. والده، روكي جونسون، الذي توفي حديثاً، كان أيضاً مصارعًا محترفًا. ويشير جونسون إلى أن الأداء هو الرابط الأساسي بين طفولته وما يفعله اليوم، مستذكراً كيف كان يشاهد والده على الحلبة ويستمتع بتفاعل الجمهور، رغم كونه صغيراً.

قبل أن يصبح دواين جونسون المعروف باسم "ذا روك"، كان طفلاً يعيش حياة متجولة مع عائلته التي تعتمد على راتب شهري. وُلد وحيدًا، وانتقل إلى مدارس جديدة في عدة ولايات مثل نورث كارولينا وكونيتيكت وتينيسي وبنسلفانيا وفلوريدا وجورجيا وواشنطن وهاواي تقريبًا كل عام. ويصف جونسون طفولته قائلاً إنه قضى الكثير من الوقت في المقعد الخلفي للسيارة، يتنقل من مدينة لأخرى أثناء مصارعة والده، مما جعله يعيش في أماكن لم يكن معروفًا فيها، ويشعر بالانفصال والانعزال.

يعزو دواين جونسون نجاحه كممثل ومصارع إلى الظروف التي أحاطت به أثناء طفولته، حيث كان يشاهد والده وهو يعمل. ويشير جونسون إلى أنه اضطر للنمو سريعًا بسبب الأحداث الصعبة في حياته، خاصة عندما بلغ سن الثالثة عشرة. في هذا العمر، كانت عائلته تعاني من مشاكل، وكان يشعر بضغط كبير لحل الأمور.

تتعلق الذكريات العصيبة بمغادرة والده للمنزل في تلك السن، حيث اختارت والدته صديقها على حساب ابنها. يوضح جونسون كيف أن هذه التجارب الصعبة شكلت فهمه للحب والعلاقات، مشيرًا إلى أن قدرات والده المحدودة على الحب أثرت بشكل عميق على طفولته وتربيته.

علاقة دواين جونسون بوالده: دروس في الصبر والقتال من أجل الأحلام

دواين جونسون وهو يضع ظارته الشمسية

يقول دواين جونسون إن والده، روكي، كان لديه أسلوب قاسي في التربية بسبب خلفيته كمصارع محترف في فترة صعبة من التاريخ، حيث كان يتعين عليه القتال من أجل كل شيء. يصف جونسون كيف أن روكي كان قليل الصبر ولكنه حرص على تعليمه أساسيات المصارعة منذ سن مبكرة، حتى أنه كان يأخذه إلى صالات الألعاب الرياضية لمشاهدة تدريباته.

وعبّر جونسون عن إحساسه بأن والده لم يكن يحب فكرة دخوله عالم المصارعة المحترفة، رغم فخره بنجاحه في النهاية. توفي روكي في عام 2020، تاركًا وراءه علاقة معقدة مليئة بالحب والصراع. يتذكر جونسون كيف أن فقدان والده بشكل مفاجئ جعل رؤيته للأمور مختلفة، حيث أصبح أكثر وعيًا بتعقيدات علاقتهما.

إحدى الدروس المهمة التي تعلمها جونسون من والده هي أهمية "القتال من أجل شيء يؤمن به". كما ورث حبه للموسيقى الريفية منه. في النهاية، يجسد حديث جونسون رغبة والده في رؤية ابنه يحقق النجاح، حتى مع تعقيد العلاقة بينهما.

دواين جونسون: من حلبة المصارعة إلى هوليوود - رحلة النجاح المذهلة

دواين جونسون بملابس رياضية (حذاء رياضي من Balenciaga. توب من Dolce & Gabbana. بنطال ضيق من ERL)

يتذكر دواين جونسون أيامه الأولى في المصارعة، حيث كان يمارسها في دوري محلي يدعى USWA في ولاية تينيسي، earning 40 دولاراً فقط لكل مباراة. رغم قلة المال، كان يعتز بتلك التجربة، لأنه تعلم قيمة إسعاد الجمهور وتقديم أفضل أداء لديه. مع انتقاله إلى هوليوود، كانت طموحاته تتجسد في صنع أفلام جيدة تصل لأكبر عدد ممكن من الناس.

في حديثه عن تلك الفترة، يعبر جونسون عن شعوره المختلط بين الكبرياء والحرج، معترفًا برغبته في أن يكون قدوة لأمثاله في الساحة الفنية. بينما ينظر إلى مسيرته الآن، يدرك أنه قد تجاوز توقعاته الأولية، لكنه يشعر أنه لا يزال في رحلة بحث عن هوية فريدة تناسبه في صناعة السينما.

منذ انطلاقة مسيرته السينمائية في فيلم "عودة المومياء" عام 2001، قدم دواين جونسون شخصيات كبيرة وواسعة الأفق في أفلام تستهدف جمهورًا واسعًا. كان هذا الاختيار مقصودًا، حيث كان يسعى دائمًا لجذب أكبر عدد من المتابعين. ومع ذلك، يبدو أن هذا الأمر قد تغير مؤخرًا.

حقق دواين جونسون نجاحًا كبيرًا في بداياته في هوليوود، مستفيدًا من شهرته السابقة كمصارع، حيث بدأ مسيرته بأدوار رئيسية في أفلام مثل "The Scorpion King". ومع ذلك، واجه لحظة تراجع بعد أن انحصرت أدواره في أفلام عائلية لم تحقق النجاح. لاحظ الوضع في الصناعة وقرر أنه يريد مسيرة تشبه مسيرة جورج كلوني أو ويل سميث، لكن بشكل أكبر. رغم تشكيك وكلائه في خطته، استبدلهم بوكلاء جدد واستمر في القمة في هوليوود منذ ذلك الحين.

دواين جونسون جالس

اليوم، تصل سرعة دواين جونسون الافتراضية إلى 100 ميل في الساعة. في أحد أيام أغسطس، كان في اليابان لتصوير دراما بعنوان "آلة التحطيم"، ثم أعلن في حدث لشركة ديزني عن فيلم جديد بعنوان "مونستر جام". في الخريف، سيعرض فيلمين له، "ريد ون" و"موانا 2"، وسيبدأ تصوير نسخة حية من "موانا". نجاحه في هوليوود ومشروعاته في الأعمال جعلاه أقرب إلى الملياردير، ولكنه يستمر في نشاطه اليومي. كل صباح، يستيقظ ويؤدي دوره بنشاط، مما يعزز إمبراطوريته بشكل مذهل.

في هذا العام، اختار دواين جونسون إنتاج فيلم "The Smashing Machine"، الذي يلعب فيه دور بطولة شخصية مستوحاة من مقاتل فنون القتال المختلطة مارك كير، الذي عانى من الإدمان. يعتبر هذا الفيلم أكثر قربًا من حياة جونسون الشخصية مقارنة بأعماله السابقة، حيث يتميز بواقعيته وظلامه، وهو إنتاج مستقل من شركة A24 بإخراج بيني سافدي.

دواين جونسون: استكشاف أبعاد جديدة في فيلم "آلة التحطيم"

دواين جونسون مع كلبه

تلاحظ إيميلي بلانت، صديقة جونسون، أنه بدأ يشعر بالإرهاق بسبب توقعات الآخرين، وبحث عن فرص جديدة للتعبير عن نفسه. يعتقد جونسون أن فيلم "آلة التحطيم" يمنحه الفرصة ليكون شخصًا آخر بعيدًا عن صورته المعروفة، مما يسمح له بأن يتنكر في دور جديد.

تصف بلانت جونسون بأنه "شخص يجب أن يظهر في كل شيء، قوي لا يمكن هزيمته"، لكن وجوده في فيلم "آلة التحطيم" قدم له فرصة لنقض تلك الصورة. فيقول جونسون: "أنا أبدو كما أنا، لا يوجد شيء مثل "روك سيختفي ببساطة". ومع ذلك، فإن قدرتي على تقديم هذا الدور مع أعظم فناني المكياج كانت بمثابة تجربة تحرر حقيقية بالنسبة لي".

بهذا، يتجه جونسون نحو استكشاف جوانب أعمق لشخصيته الفنية، بينما يستمر في فصل حياته الشخصية عن الصورة العامة التي يقدمها.

دواين جونسون: من أدوار أسطورية إلى تحديات جديدة في السينما

في فيلم "ريد ون"، يجسد دواين جونسون شخصية الحارس الشخصي لسانتا كلوز، مما يظهر مرونته في قبول أدوار غير تقليدية تتراوح بين الشخصيات الواقعية والأسطورية. بينما يستكشف بعض الممثلين جوانب مظلمة من شخصياتهم، يميل جونسون إلى اختيار مشاريع ترفيهية مبهجة. يبرز المخرج جيك كاسدان موهبة جونسون في التواصل الأصيل مع جمهوره، ويشير آلان بيرجمان من ديزني إلى نجاحهم المتواصل مع جونسون، خاصة مع فيلم "Moana 2".

فيما يُعتبر "ريد ون" و"Moana 2" أعمالاً جماهيرية، يُمثل فيلم "The Smashing Machine" تحديًا جديدًا لجونسون، حيث يسعى لتطوير نفسه وتجسيد شخصية مارك كير. يشير المخرج بيني سافدي إلى أن جونسون يمتلك القدرة على أداء هذا الدور بغض النظر عن سجله السابق. يعبر جونسون أيضًا عن معاناته من الاكتئاب، موضحًا أنه نشأ دون مرشدين، مما زاد من صعوبة تجاربه ومكّن شخصياته من عمق عاطفي.

رغم بعض الشائعات حول تأخره في تصوير "ريد ون"، التي وصفها بأنها "هراء"، أبدى زملاؤه مثل كريس إيفانز دعمهم له، مع الاعتراف من جانب جونسون بوجود تأخيرات طفيفة أحيانًا.

دواين جونسون: يفصل بين حياتة الشخصية والفن

دواين جونسون يلبس تي شيرت وبنطلون رياضي من ERL

على مدار مسيرته المهنية، حرص دواين جونسون على فصل قصته الشخصية، بما في ذلك التحديات التي واجهها في طفولته وشبابه، عن شخصيته الفنية التي تميل إلى الإيجابية والقوة. كان لديه فلسفة واضحة تتمثل في تقديم تجربة سينمائية ممتعة للمشاهدين، حيث يقول: "إذا دفعت مبلغًا جيدًا من المال لمشاهدة فيلم، دعني أتأكد من أنك تستمتع".

ومع ذلك، مع فيلم "The Smashing Machine"، يُظهر جونسون استعداده لاستكشاف جانب أكثر شخصية من فنه. يعبر عن أهمية السماح بهذا النوع من التعبير، مؤكدًا أنه إذا كان مناسبًا للمحتوى، فهو يعد شيئًا هامًا.

قبل بضع سنوات، صرح جونسون لمجلة رولينج ستون أنه لا يعتزم تقمص أدوار مظلمة مثل دور مريض نفسي، إذ يرى أن لديه توجهات وأفكار أخرى من شأنها أن تعكس شخصيته بشكل أفضل.

عزلة دواين جونسون: ملاذه بين صالة الألعاب ومناظر الطبيعة

دواين جونسون يلبس سترة (على الكتفين) من بول ستيوارت. سترة من ديزل. بنطلون من بود

عند الحديث عن شعوره بالعزلة، عبّر دواين جونسون عن حبه للمكان الذي يتواجد فيه، مشيرًا إلى تأثيره الإيجابي عليه. يملك دواين جونسون صالة ألعاب رياضية خاصة به، والتي تقع في مبنى مُعاد بناؤه بالقرب من منزله. تحتوي الصالة على مجموعة من الأجهزة الرياضية والأوزان الحرة، ويظهر جونسون فخره بهذا المكان، واصفًا إياه بأنه يجلب له السعادة والسكينة، لكن المكان الآخر الذي يحبه يقع أعلى تلة، حيث يمكنه مشاهدة منظر رائع للبحيرة والحقول الخضراء عند غروب الشمس.