-->

حقائق من التاريخ - تاريخ اليهود في الإمبراطورية البيزنطية

ذكرتُ في النشرة السابقة ان ماتبقى من اليهود تعرضوا للقتل والتهجير بعد الثورة التي قاموا بها ضد حكم الرومان في الأعوام من 132 الى 136 م وأصبحوا جماعات مبعثرة في بعض المناطق القليلة من فلسطين وزادت المصائب عليهم بعد أن أعلن الإمبراطور قسطنطين الأول بأن الدين المسيحي هو الدين الرسمي للإمبراطورية البيزنطية في العام 324 م. فماذا حصل لليهود ؟

اليهود في الإمبراطورية البيزنطية

بناء الكنائس لأهمية فلسطين دينياً

نظراً للأهمية التي أصبحت عليها فلسطين دينياً لأنها الأرض التي وُلِدَ ونشأ بها السيد المسيح وأمه مريم العذراء فقد حظيت بأهمية خاصة ومركز متميز في هذا العهد الجديد وتم بناء كنيسة العهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس وكنيسة إيلونا على جبل الزيتون وغيرها من الكنائس في بقية أنحاء فلسطين مما حول هذه المنطقة الى مركز هام للدين المسيحي بامتياز وتم منع ال.. يه..ود العيش في القدس أو حتى المرور فيها، ومُنعوا من إشادة معابد أو مذابح لهم.

تقسيم فلسطين

بعد وفاة الإمبراطور "ثيوديسيوس" في العام 395 للميلاد انقسمت الإمبراطورية البيزنطية بين ولديه" هونوريوس " وقد تولى الحكم على الإمبراطورية الرومانية الغربية وعاصمتها روما ،وابنه الثاني أركاديوس وتولى حكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية ( الدولة البيزنطية ) وعاصمتها ( بيزنطة) اي ( القسطنطينية ) وتضم بلاد الشام وطبعاً بما فيها فلسطين التي قسمت إلى ثلاثة أقسام:

1- فلسطين الأولى وعاصمتها قيسارية.
2- فلسطين الثانية وعاصمتها بيسان.
3- فلسطين الثالثة وعاصمتها البتراء.

وواضح من هذا التقسيم أنّه لا يوجد أي أثر لوجود اي فعالية ( لليهود ) في هذا الواقع الجديد الذي استمر حتى بدأ الغزو الفارسي لفلسطين.

اجتياح فلسطين من قِبَل الجيوش الفارسية

في العام 614 م تم اجتياح فلسطين من قِبَل الجيوش الفارسية وبقيت القدس محاصرة 20 يوما وتم احتلالها بالقوة بعد أن ساعدهم اليهود الموجودين في منطقة الجليل بتقديم الرجال والسلاح للفرس، وتم قتل الكثير من أبناء القدس المسيحيين وقادتهم من قِبَل اليهود، الذين نشطوا في زمن الإحتلال الفارسي وعاد قسم منهم إلى القدس وبعض مناطق فلسطين .

ولكن لم يدم الوجود الفارسي سوى 15عام تقريباً إذْ استطاع الإمبراطور البيزنطي " هرقل " أن ينتصر على الفرس ويحرر مدينة القدس في العام 629 للميلاد ولم ينسى مافعله اليهود بحق أهلها المسيحيين من قتلٍ وإجرامٍ، فعاملهم بالمثل وقتل الكثير منهم وطرد من تبقّى منهم من القدس ولم يسمح لهم بالإقتراب منها لأكثر من ثلاثة اميال.

خاتمة:

قبل أن أختم هذه النشره يمكن أن تكون هذه الحادثة بين الروم والفرس هي المقصودة في قوله تعالى في سورة الروم:
《*غَلَبَتْ الرومُ في أدْنَى الأرضِ* وهم من بعدِ غَلَبِهِمْ سَيغْلِبُون* في بُضْعِ سنينَ للهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ ويومَئذٍ يفرَحُ المُؤمِنون 》.
أكيد المقصود بهذه الآيات الثلاث التي نزلت على النبي محمد في فترة الاحتلال الفارسي أن الوجود الفارسي لن يطول وإنّ انتصار الرومان المسيحيين على الفرس الوثنيين سيتحقق ، وسترجع للمؤمنين المسيحيين سطوتهم ونفوذهم على الأراض الفلسطينية المقدّسة وسيفرحوا بانتصارهم.

ونتابع سوياً في النشرة القادمة الأحداث التي حصلت في فلسطين وماذا حلّ بـ اليهود أعداء الإنسانية ووِفقَ ما ذَكَرَتْهُ الأحداث التاريخية أثناء وبعد الفتح الإسلامي لفلسطين.

نلتقي على المحبة.- عبد الرحمن عليو - اللاذقية 7\3\2024 م.

اقرأ أيضًا حقائق من التاريخ - تاريخ اليهود