حقائق من التاريخ 18- نقد تاريخي لمزاعم اليهود
في المقالات السابقة ( قصص مُخجلة من سفر الملوك الثاني ، قصص مُخجلة من سفر الملوك الأول) كتَبتُ عن الإدعاءاتِ الكاذبة لليهود بأن أرض فلسطين هي ملكهم وبيّنتُ أنهم لم يكونوا سوى دُخلاء على هذه الأرض وفي أكثر الأحيان كانو عبيداً أو أُجَراءَ عند الشعوبِ التي كانت تعيشُ عليها قبلهم بكثيرٍ من الزمن ، وكان مرجعي هو كتابهم الذي يسمونه الكتاب المقدس والذي يتضمن كل المعلومات عن مسيرتهم وأفكارهم وسلوكهم وملوكهم وأنبيائهم الذين يتجاوزون المئات ، وعن الربّ الذي يؤمنون به ويعتبرونه واحداَ
وصلت في المقال السايق إلى الغزو البابلي الأول والثاني وكيف تم سبي وتهجير غالبية شعب المملكتين ونقلهم إلى مدن وقرى أخرى وجلبُ عدد من الشعوبِ المجاورة للسكن مكانَهُم ، وهذا ماذكرَهُ كتابهم المقدس، وقدذكَرْتُ أسماءَ الأسفارِ والأصحاحاتِ وارقامَ المقاطعِ التي وردت فيها لٍكي أؤكِدُ مصداقية المعلومات ومن مراجعهم.
وفي هذه المقال سأرجع لبعضِ كُتبِ التاريخ التي تحدثت عن السبي البابلي وما بعده لنفهم ماذا حصل لهؤلاء الطُغمةِ الباغية وأُدقّق بالتواريخ والوقائع الحقيقية وبإختصارٍ شديد فكيف كان الوضع العام ؟؟
أكّدت المراجع التاريخية بأنه بعد وفاة النبي سليمان بن داود تولى ابنه رحبعام الحكم على ( مملكة يهوذا )التي تقع في الشمال وكان يسكنها قبيلتي يهوذا وبنيامين ، وعاصمتها أورشليم ، وبعد وفاة رحبعام توالى على حكمها عدة ملوك من نسل داود .
كما تولى يربعام بن ناباط الحكم على مملكة إسرائيل، وكانت عاصمتها "السامرة" والتي تقع في الجنوب وتسكنها القبائل اليهودية التي أصلها لايعود إلى سلالة داود بل لسلالة إخوته ، وبعد وفاة يربعام توالى على حكمها عدد من الملوك من نَسْلِهِ .
وظل الصراع والقتال قائما بين هاتين المملكتين الصغيرتين على مدى عشرات السنين حتى وصلا إلى كثيرٍ من الضعف والإنحلال، وبَقِيا على هذا الحال حتى نهاية القرن السابع قبل الميلاد حيث كان التنافس والصراع بين الإمبراطوريتين المصرية في غرب فلسطين والآشورية في شرقها على أشدّه للسيطرة على الأراضي المجاورة لهما.
ونظراً لتعاطف الملك حزقيا مع الجانب المصري فقد قام الملك "سنحاريب" ملك آشور بمهاجمة المملكة الشمالية ( إسرائيل ) واستولى على عاصمتها السامرة وحطم معابِدها والصروح التي فيها وقتل الكثير من أهلها وشرّدهم وسبى الكثير منهم وأخذهم معه إلى أشور ، وأحضر بدلاً منهم أقوام أخرى لتعيش في أراضيهم.
وأما المملكة الجنوبية التي كان يحكمها ملوك من سلالة سليمان بن داود والتي كانت عاصمتها أورشليم فقد تعرضت لغزوات كثيرة وكان آخرها في نهاية القرن السادس قبل الميلاد حين هاجمتها جيوش الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني في العام 597 ق.م ودمرت بعض معابدها وقصورها وسَبَيِّ الكثير من أهلها وقادتها بما فيهم الملك "يهوياكين " وعيّن بدلاً منه عمّه " صدقيا " ملكاً على مملكة "يهوذا ".
ونظراً لأن عمره 21 عاماً فقد كان قليل الخبرة بالحكم واستطاع جيرانه المصريين أن يستميلوه الى جانبهم، وبتشجيعٍ منهم وتحريضٍ من شعبه قرر العصيان على بابل التي عيّنته ملكاً ومَنعَ إرسال الجِزية اليها، فهاجمته جيوش بابل الجرارة وحاصرت مملكته.
في النشرة القادمة نتابع ما حصل لهاتين المملكتين من أحداثٍ تاريخية .
القاكم بالخير والسعادة .....عبد الرحمن عليو