حقائق من التاريخ 15 - قصص مخجِلة من سفر الملوك الأول

.. .. الملك سليمان .. ..

《أنا ذاهبٌ في طريقِ الأرضِ كُلّها فَتشدّد وكُنْ رجلاً وأحفظّ شعائرَ الربِّ وفرائِضهِ ، ووصاياهُ وأحكامهُ، وانت تعلم مافعلَ يُوآب بن صُرُويه لرئيسَيّ جيوشِ إس..را..ئيل " أبّنيرَ "وعماسا" إذ قتلهما وسفكَ دمَ الحربِ في الصِلْحِ.. ، فافعل حِكمتكً ولا تجعَل شَيبتهُ تنحدِر بِسلامٍ إلى الهاويةِ ،وهكذا فعلَ شَمعي بن جيرا البنياميني فهو لعَنَنِي لعْنةً شديدةً يوم انطلقت الى مَحْنايم فلا تُبرِّرهُ وإحْدُرْ شيبتهُ بالدّمِ إلى الهاوية..》.
( سفر الملوك١ أصحاح 2 من 1 الى 9 ) .

بعد استلام الملك سليمان الحِكمَ مباشرةً وتنفيذاً لوصيةِ والده الملك داود التي أوصاه فيها بأن يتشدّد في الحكمِ ويكون رجلاً وأن يُعاقِبَ القادةَ الذين دعموا أخيه أدونيا في محاولته لاغتصابِ الحكم فقد قام بما يلي :

أدونيّا ( وهو أخ لِسُليمان من غير أُمِّهِ }:
ذكرتُ في النشرة السابقة أن الملك سليمان وعد أدونيّا أنه لن يقتله إلّا إذا قام بعملٍ شرّير ، واتتهُ الفُرصَةُ السانحةُ، فحين طَلَب أدونيّا من زوجة ابيه بَتْشَبع امّ الملكِ سليمان أن تتوسطَ لدى ابنها الملك أن يسمحً لهُ بالزواجِ من الفتاة الجميلة "أبيثجَ" التي كانت تنامُ في حضن أبيهِ الملك داود كي يبقى دافِئاً ، وحين طلبت ذلك من ابنها الملك قال : هو من جنى على نفسه وفَعلَ الشَرّ،والآن جاءت الفرصة لأقتُلهُ ، وأرسل إليه " بَنياهو بن يَهوياداعَ " فبطش به ومات .

الكاهن أبياثارَ : طلبه سليمان الى مجلسه وقال له اذهب الى حقولك في "عَناثُوث" لأنك مستوجِبُ الموتِ ولست أقتلك في هذا اليوم لأنك حملت تابوت سيدي الرب أمام داود أبي ، وانت مطرود من منصبك الكهني ولن تكون كاهناً للرب. وعيّنَ الكاهن " صادوق " بدلاً منه .

يوآب ( قائد الجيش ) : طلبهُ الملك للمثول بين يديه فهرب يوآب إلى خيمة الربّ وتمسَّك بقرونِ المذبحِ ، فأرسل إليه بناياهو ليبطش به ، فدخل إلى خيمةِ الرب وقال له: يقول لك الملك اخرج من الخيمة ، فقال يوآب كلّا ولكني هنا أموت، رجع " بَناياهو" وأخبر الملك بما قال يوآب فقال الملك : إذن أفْعَل كما تَكلّمَ هو وابطُشْ به في المذبح وادفنهُ .وتم ذلك فبطش به ودفنه في البريّة .
{ علماً أن شريعتهم تُحرّمُ وتمنعُ القتلَ في خيمةِ الربّ } .

شمعي بن جيرا : { وهو الرجل الذي رمى الملك داود بالحجارة وشتمه قائلاً : ( اخرج اخرج يارجل الدماء ) وذلك أثناء هروب داود من وجه ابنه أبشالوم ، ولم يقتله داود ولكنه أوصى ابنه سليمان بقتله ضمن لائحة الرجال الذين أوصاه بقتلهم قبل أن يموت }.

دعا الملك سليمان شمعي إليه وقال له : أقِمْ في ( أور..شل.. يم )ولا تخرج منها من دون علمي وإذا فعلتَ يكونُ دَمُكَ على رأسِكَ ، فقال شمعي حسناً سيدي الملك كذلك يصنعُ عبدَكَ . بعدَ مُدّةٍ هَرَبَ عَبدانِ لشمعي الى "جِتَّ " فَلَحِقَ بهما وأعادهما، فعلِمَ الملك بفعلتهِ فاستدعاه وقال له لماذا غادرتَ دون عِلمي ؟فحكى له القصة وماحدث ، فقال له الملك انت جنيتَ على نفسِكَ وحَنثْتَ بِعَهدٍكَ ، وأمرَ بناياهو أن يبطش به فقتلهُ دون رحمة .

يربعام بن ناباط : كان جباراً ذا بأس وقد بشًرهُ " أخيا " النبي بأنّ الرب سيأخذ الحكم من ابناءِ سليمان بعد موته ويعطيها له لأنه سجد للآلهة التي تعبدها نِسائِهِ ( ملوك١ أصحاح 11من 26 الى 40 ). وحين حاول سليمان قتْلهُ تمكّن من الهرب إلى مصرَ وبقي فيها حتى ماتَ سليمان.

وفي《 الأصحاحات من 3 الى 10》 كتبت هذه الإصحاحات وباختصار شديد : بأنه بعد استقرار الحكم للملك سليمان صاهرَ ملك مِصرَ وأخذَ بِنتَ فرعون وأتى بها الى مدينةِ داود ، كما تزوج عدداً من بناتِ الملوكِ المجاورين لمملكته، وعَمَلَ على إشادة مذبح جديدٍ فخمٍ للربً ، وبيتٌ عظيم فاخر له ، كما أصبحت مملكته من أغنى الممالك الكثيرة في فلسطين وكان الربً يقف معه في كل مااعترضه من عقبات .

سمعت الملكة بلقيس مَلِكَةُ سَبأ أخبارَ الملكِ سليمان وعن غِناهُ وحكمته فقررت زيارته مع عددٍ كبيرٍ من عبيدها وحَملتْ معها اطياباً وذَهباً وحِجارةٍ كريمةٍ ، و قد رأت ملكة سبأ كلّ حِكمةِ سُليمان والبيت الذي بناه وطعامَ مائدتهٍ ومَجلِسَ عبيدهِ وموقِفَ خدَمِهِ وملابِسَهُم وسُقاتِهِ ،فقالت له لم أكُن أُصدِّقَ الأخبار عنكَ حتى جِئتُ ورأتْ عينايَ فقد تكلّموا عنكَ بنصفَ ما أرى ، قدمت له الهدايا التي احضَرتها له ، وقدّمَ لملكة سبأ الهدايا الكثيرة والجواهر والدّرر . وعادت الى ديارٍها هي وعبيدِها.

ملاحظة : { كان يُطلقُ على كل حاشية الملك او الملكة من مسؤولينَ كبار أو من بقية الشعب إسمَ عبيدِ الملك }

فهل بقيت أحوال الملك سليمان على ماهي عليه من القوّة والجاهِ والغِنى ؟

سنعرف ماذا حَصَلَ في النشرة القادمة . القاكم بالخير .