حقائق من التاريخ (33) - من هم يهود أوروبا (10)

ذكرتُ في النشرات السابقة أن هؤلاء الفئة من اليهود الأوربيين جاءت بهم المنظمة الصهيونية العالمية الى ارض فلسطين وازدادت أعدادهم بعد أن ساعدهم الاحتلال البريطاني على الهجرة الكيفية وأعطوهم أكثر الأراضي الفلسطينية الأميرية التي كانت تسيطر عليها حكومة الانتداب ، وقد عانى الشعب الفلسطيني الويلات مع هؤلاء البرابرة الذين دعمتهم حكومة الإحتلال بكل الوسائل الممكنة لتغطية إبادتهم للشعب الفلسطيني الأعزل والمقاوم .

سعت المنظمة الصهيونية العالمية وبدعم كبير من بريطانيا والولايات المتحدة للحصول على اعتراف رسمي من هيئة الأمم المتحدة بأحقية اليهود بإنشاء دولة لهم على أرض فلسطين ، واستطاعت أن تحصل على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة برقم 181 بتاريخ 29 تشرين الأول 1947 الذي يقضي بتقسيم أراضي دولة قلسطين الى ثلاث كيانات جديدة على الشكل التالي:
1- دولة عربيه وتقع على الجليل الغربي ومدينة عكا والضفة الغربية والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة اسدود وجنوبا حتى رفح مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر .
2 - دولة يهودية وتقع على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل ابيب والجليل الشرقي واصبع الجليل والنقب .
3- القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة توضع تحت الوصاية الدولية .

عارض هذا القرار جميع الدول العربية والإسلامية بالإضافة إلى اليونان والهند وكوبا، ووافقت عليه بقية الدول التي كانت جميعها تدور في فلك امريكا وأوروبا ثم انسحب مندوبي الدول العربية من الإجتماع وأصدروا بيانا رفضوا فيه قرار التقسيم واستنكروه .

وفي 15 ايار 1948 أعلن وزير الدفاع البريطاني بإنهاء الإنتداب على فلسطين وبداية إعلان الدولتين اليهودية والفلسطينية .ثم تلاها إعلان المنظمة الصهيونية العالمية بقيام دولة ما يسمى بإسرائيل ، بعدها افتعلت العصابات الشريرة المجرمة ( شتيرن والأرغون والهاغاناه ) عدداً كبيراً من المجازر في أكثر القرى الفلسطينية راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين وتم تهجير عشرات ألآلاف منهم إلى الدول العربية المجاورة .

في هذه الفترة من عام 1948 كان عدد سكان فلسطين يقارب ال 2065000 نسمه ( مليونين وخمس وستين الف )
منهم عرب أكثر من 1415000 نسمة ( مليون واربعمائة وخمسة عشر ) اي مايعادل أكثر من 68% من عدد السكان، اما اليهود فكانوا أقل من 650000 نسمة (ستمائة وخمسين الف ) اي مايعادل أقل من 32% من عدد السكان .

وسأختصر هذه السنوات الرديئة التي مضت من عمر النكبة التي لم يشهد مثلها التاريخ من حيث الوحشية والهمجية والحروب المدمرة لحضارة الشعب العربي الفلسطيني الذي قاسى الأمرين من ظلم ووقاحة الإحتلال القذر في أرض فلسطين وأوصلته إلى التشرد والضياع وقسوة الحياة التي تعرض لها هذا الشعب سواء من عاش في مخيمات الشتات في الدول العربية أو في معظم دول العالم .

في النشرة القادمة سأنشر بعض المعلومات الإحصائية لواقع الحال بعد مرور أكثر من خمسٍ وسبعين عاماً على تأسيس هذا الكيان القذر في قلب العالم العربي..

. . القاكم بكل الخير . . اللاذقية في 23\6\2024 - عبد الرحمن عليو

اقرأ السلسلة كاملة حقائق من التاريخ - تاريخ اليهود